يمثل موسم العطلات الصيني لعام 2023 الأكثر خصوصية منذ وقت طويل، لأنه العام الأول الذي لا تتعرض فيه البلاد منذ 3 سنوات للاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد -19.
وبفضل ذلك ارتفعت الأسئلة حول خدمات السفر المحلية في الصين خلال عطلة عيد الربيع، وأتيحت الفرصة لملايين العائلات للقيام برحلة سنوية إلى مسقط رأسهم بعد سنوات من الوباء، وسيكون التأثير الاقتصادي لفترة عيد الربيع مؤشرًا في تحديد شكل العام المقبل، حيث ظهرت بوادر إيجابية أن قطاعات السياحة والخدمات والمطاعم تعود إلى مستويات ما قبل الوباء، ما يعني أن اقتصادًا يضم 1.4 مليار شخص يتجه نحو التعافي، بحسب وكالة أنباء شينخوا.
ونشطت بالفعل المتاجر والشركات في صين، وارتفعت نسبة نشاط المتسوقين في 83 مدينة إلى 28.7% مقارنة بالشهر السابق، كما أن أسواق الأسهم الرئيسية في الصين، مؤشرا شنجهاي وشينزن المركبان ارتفعت، حيث كسب الأول 100 نقطة فوق 400 نقطة، وعلى جانب آخر أعيد افتتاح أكثر من 10 آلاف 340 دار سينما خلال العشر أشهر الماضية، مما يعني تنشيط لصناعة السينما في الصين.
كما اكتسبت عملة الرنمينبي الصينية قيمة كبيرة- وهي علامة المرونة في الأداء الاقتصادي للبلاد- بعد انتعاشه إلى 6.7135، وعوض عن الانخفاض مقابل الدولار بعد رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، وقد زاد المستثمرون الأجانب حيازاتهم من الديون الصينية بنسبة 5.1 مليار دولار في ديسمبر، وهو الشهر الأول مع صافي التدفقات الداخلة منذ فبراير 2022، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست. علاوة على ذلك ، أضاف هؤلاء المستثمرون 6.3 مليار دولار إلى الأسهم الصينية في ديسمبر. في المجموع، ضخ المستثمرون الأجانب 11.4 مليار دولار في الأسهم والسندات الصينية في الشهر الأخير من عام 2022.
تعتبر كل ذلك مؤشرات تضع الصين في طريقها إلى الانتعاش الاقتصادي، وتتوقع تحليلات أنه في عام 2023 سينمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5.4%ـ، وبدورها ستختار الحكومة دعم الاقتصاد من خلال العديد من سياسات التحفيز، مما يضمن للصين مكانة مرتفعة كمحرك للنمو العالمي، وقالت الفاينانشيال تايمز: “هناك دلائل على أن الاضطراب يتلاشى بسرعة، وتشير بعض المؤشرات إلى أن ذروة العدوى في بعض المدن ستنتهي قريبًا، كما أن نقص العمال يقل والمستهلكون ينفقون مرة أخرى”.