🇨🇳 الصــين المقالات البارزة تقدير موقف

التعاون الاقتصادي بين الصين وأمريكا يعود نفعه على العالم أجمع

ترحب الصين بزيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، وفي الوقت الحالي تتواصل وزارة الخارجية الصينية مع الجانب الأمريكي بشأن الترتيبات. 

تعد العلاقات الصينية الأمريكية واحدة من أهم العلاقات الثنائية في العالم، التي تؤثر على العالم أجمع، ومن الضروري أن يرى كلا الطرفين أن تقدم البلدين فرص ومزيد من الرخاء، ولا يجب أن تُرى كتحديات أو مجرد لعبة. 

غير أن بعض السياسيين في واشنطن يثيرون المتاعب ويهددون بالانفصال عن الصين، ونشر تقرير في نوفمبر الماضي عن مؤسسة بروكينجز التي ترى ضرورة إقامة علاقة مثمرة مع الصين، لأن الطرفين يشتركان في مجالات ثنائية ومتعددة الأطراف. 

يعد التعاون الاقتصادي التجاري عماد العلاقات الصينية الأمريكية، وهي علاقة مبنية على المنفعة المتبادلة، وفي حالة قطع الروابط الاقتصادية مع الصين سيضر ذلك بالآخرين وأمريكا نفسها، وفي تحليل لمجلة فورين بوليسي فإن القطع لم يحدث، وأن العلاقات بين الطرفين لا تزال عميقة في العديد من المجالات. 

وقد ارتفعت التجارة الصينية الأمريكية بنسبة 20.2%، أي أنها وصلت إلى 719 مليار دولار أمريكي، في عام 2021، رغم انتشار الوباء، كما بلغت قيمة التجارة الثنائية 681 مليار دولار، بزيادة 4.8% على أساس سنوي، في عام 2022. 

ولا تزال الصين حتى الآن سوق رئيسي للشركات الأمريكية، فلا تفكر 83% من الشركات الأعضاء في نقل التصنيع أو الاستعانة بمصادر خارج الصين، وعلى الجانب الآخر يستمر البر الرئيسي الصيني في كونه قاعدة الإنتاج الأولية لشركة آبل الأمريكية. 

ورغم ذلك فإن الولايات المتحدة تضغط لقطع الإمدادات، وفي نفس الوقت أظهرت بيانات من مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، أن قيمة التجارة العالمية سجلت رقمًا قياسيًا بلغ 28.5 تريليون دولار في عام 2021، بزيادة قدرها 25% عن عام 2020، مما يعني أن تعاون الطرفين يؤثر على العالم أجمع. 

وقد حذر سابقًا كبير الاقتصاديين السابق بالبنك الدولي، بينيلوبي كوجيانو جولدبرج، أن الحرب على اقتصاد الصين ليس في مصلحة أحد، وفي السنوات الأخيرة أجبرت الولايات المتحدة حلفاءها على فصل الصين عنها، لكن هذه المحاولة أثبتت أن الولايات المتحدة لا تحظى بشعبية، حتى أن المستشار الألماني أولاف شولتز، قال خلال زيارته الرسمية للصين في نوفمبر 2022، إن الصين شريك تجاري مهم لألمانيا وأوروبا ككل، كما أن ألمانيا تعارض القطع العلاقات الاقتصادية مع الصين بشدة، فيما تستعد لتعاون تجاري واقتصادي جديد مع الصين. 

الأمر لا يقتصر فقط على الدول الأوروبية بل إن اليابان والدول النامية والاقتصادات الناشئة لا تتفق مع رؤية الولايات المتحدة أيضًا، حيث يكرهون الانخراط في منافسة بين القوى العظمى، وتشعر الشركات اليابانية بالقلق من انجرار طوكيو إلى الخلاف العميق بين واشنطن وبكين، ويعتقد خبراء أنه يجب على اليابان والصين تحسين علاقاتهما بشأن عدة قضايا منها مرونة سلسلة التوريد والتهديدات غير التقليدية للأمن وتغير المناخ. 

وترى تحليلات عدة أن الانخراط في المنافسة محصلتها صفر، وأن مصير أعضاء دول آسيا مرتبط بمسار العلاقات الأمريكية الصينية، وسيستفيد العالم أجمع من تطور البلدين.