تقوم الشراكة الاستراتيجية بين الناتو والاتحاد الأوروبي على قيمنا المُشتركة، وتصميمنا على مواجهة التحديات المُشتركة والتزامنا القاطع بتعزيز وحماية السلام والحرية والازدهار في المنطقة الأوروبية الأطلسية.
يواجه اليوم العالم أخطر تهديد للأمن الأوروبي الأطلسي مُنذ عقود، تنتهك حرب روسيا الوحشية على أوكرانيا القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المُتحدة، إنه يقوض الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم، أدت الحرب الروسية إلى تفاقم أزمة الغذاء والطاقة التي أثرت على مليارات الأشخاص من حول العالم.
إننا ندين بأشد العبارات العدوان الروسي، يجب على روسيا أن توقف هذه الحرب على الفور وتنسحب من أوكرانيا، نعرب عن تضامننا الكامل مع أوكرانيا، ونكرر دعمنا الثابت والمتواصل لاستقلالها وسيادتها وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المُعترف بها دوليًا، نحن ندعم بالكامل حق أوكرانيا الأصيل في الدفاع عن النفس واختيار مصيرها.
يتحدى الفاعلون الاستبداديون مصالحنا وقيمنا ومبادئنا الديمقراطية باستخدام وسائل مُتعددة- سياسية واقتصادية وتكنولوجية وعسكرية.
عصر المُنافسة الاستراتيجية المُتزايدة
نحن نعيش في عصر المُنافسة الاستراتيجية المُتزايدة، تطرح سياسات الصين وإصرارها المُتنامي تحديات نحتاج إلى مواجهتها.
إن استمرار الصراع والهشاشة وعدم الاستقرار في جوارنا الأوروبي يقوض أمننا، ويوفر أرضًا خصبة للمُنافسين الاستراتيجيين، وكذلك الجماعات الإرهابية، لكسب النفوذ وزعزعة استقرار المُجتمعات وتشكيل تهديد لأمننا.
كما أكد كل من المفهوم الاستراتيجي لحلف الناتو والبوصلة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي، فإن هذا يُعد مُنعطفًا رئيسيًا للأمن والاستقرار الأوروبي الأطلسي، وهو يوضح أكثر من أي وقت مضى أهمية الروابط عبر الأطلسي، ويدعو إلى تعاون أوثق بين الاتحاد الأوروبي والناتو.
يظل الناتو أساس الدفاع الجماعي لحلفائه، وضروريًا للأمن الأوروبي الأطلسي، نحن ندرك قيمة الدفاع الأوروبي الأقوى والأكثر قدرة، والذي يساهم بشكل إيجابي في الأمن العالمي وعبر المُحيط الأطلسي ومُكمل وقابل للتشغيل المُتبادل مع حلف الناتو.
تساهم شراكتنا الاستراتيجية التي يعزز بعضها بعضاً في تعزيز الأمن في أوروبا وخارجها، يلعب حلف الناتو والاتحاد الأوروبي أدوارًا مُتكاملة ومُتماسكة ومُتداعمة في دعم السلام والأمن الدوليين، سنعمل على تعبئة المجموعة المُجمعة من الأدوات المُتاحة لنا، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، لتحقيق أهدافنا المُشتركة لصالح مليار مواطن لدينا.
بناءً على إعلان وارسو المُشترك لعام 2016م، وإعلان بروكسل المُشترك لعام 2018م، الذي وسع بشكل كبير من اتساع وعمق شراكتنا التي تأسست مُنذ أكثر من عشرين عامًا، حققنا تقدمًا غير مسبوق في جميع مجالات التعاون.
لقد توصلنا إلى نتائج ملموسة في مُكافحة التهديدات الهجينة والسيبرانية، والتعاون العملياتي بما في ذلك القضايا البحرية، والتنقل العسكري، والقدرات الدفاعية، والصناعة والبحوث الدفاعية، والتمارين، ومُكافحة الإرهاب، وبناء قدرات الشركاء.
نظرًا لأن التهديدات والتحديات الأمنية التي نواجهها تتطور من حيث النطاق والحجم، فسوف ننتقل بشراكتنا إلى المستوى التالي على أساس تعاوننا الطويل الأمد، سنعمل على تعزيز تعاوننا في المجالات الحالية، وتوسيع وتعميق تعاوننا لمُعالجة المُنافسة الجيوستراتيجية المُتزايدة، وقضايا المرونة، وحماية البنى التحتية الحيوية، والتقنيات الناشئة والمُدمرة، والفضاء، والآثار الأمنية لتغير المناخ، وكذلك التلاعب بالمعلومات الأجنبية والتدخل.
بالتوقيع على هذا الإعلان، سنعمل على دفع الشراكة بين الناتو والاتحاد الأوروبي إلى الأمام من خلال التشاور والتعاون الوثيق مع جميع حلفاء الناتو والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بروح الانفتاح الكامل المُتبادل والامتثال لاستقلالية صُنع القرار لمُنظماتنا المعنية ودون تحيز للطابع المُحدد لسياسة الأمن والدفاع لأي من أعضائنا، في هذا السياق، نعتبر الشفافية أمرًا بالغ الأهمية. نحن نشجع على المُشاركة الكاملة لحلفاء الناتو الذين ليسوا أعضاء في الاتحاد الأوروبي في مُبادراته، نشجع المُشاركة الكاملة المُمكنة لأعضاء الاتحاد الأوروبي الذين ليسوا جزءًا من الحلف في مُبادراته.
سنقوم بتقييم التقدم على أساس مُنتظم.
