مع تصاعد الضغوط والتوترات الاقتصادية المحلية مع الولايات المُتحدة، تحاول بكين التعامل مع أوروبا- إلى حد كبير لتحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية. لكن هذا لا ينبغي أن يعرقل القرارات المُتعلقة بسياسة الكتلة تجاه الصين.
قد تذهب أوروبا إلى بكين، لكن العلاقة تكافح من أجل التحسن.
بمُجرد أن فتحت الصين حدودها، بدأ القادة الأوروبيون في استكشاف الزيارات الرسمية المُحتملة إلى بكين، ومع ذلك، من غير المُرجح أن تؤدي الزيارات إلى تحسن كبير في العلاقة بين العواصم الأوروبية وبكين.
ما تحتاج إلى معرفته:
ماكرون وميلوني وفون دير لين وميشيل: كانت باريس وروما محطتين في زيارة وانغ يي إلى أوروبا حيث تابع كبير الدبلوماسيين الصينيين دعوات العودة المُعلقة من بكين، بينما لم يتم تحديد موعد زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ميلوني بعد، أعلن ماكرون رسميًا أنه سيزور بكين في بداية إبريل. ومع ذلك، لم يرد ذكر لمُرافقة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، كما كان متوقعًا في السابق. كشف سفير الصين لدى الاتحاد الأوروبي، فو كونغ، لصحيفة جلوبال تايمز عن استمرار الاستعدادات لزيارة فون دير لين، وتشارلز ميشيل إلى بكين في النصف الأول من عام 2023م.
ماذا يوجد على جدول الأعمال؟ إن استئناف التبادلات المُنتظمة مع النظراء الصينيين وإعادة فتح قنوات الاتصال المُباشرة هي الأهداف الرئيسية لهذه الزيارات، سعت زيارة شولز وميشيل، من بين أمور أخرى، إلى نقل أهمية الحرب في أوكرانيا بالنسبة للأوروبيين، لكن لا يبدو أن هذا قد غيّر موقف بكين تجاه هذه المسألة، وبحسب الرسائل الأخيرة، ستبقى أوكرانيا على رأس جدول أعمال زيارة الرئيس الفرنسي. على عكس شولز، لن يسافر ماكرون مع وفد أعمال فرنسي، لكن هذا لا يعني أن الأعمال التجارية ليست على رأس جدول أعمال الرئيس الفرنسي أو القادة الأوروبيين الآخرين في هذا الشأن.
مُؤشرات على أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين سوف تتحسن بشكل ملموس؟ من غير المُرجح. في كانون الثاني (يناير)، كان سفير الصين لدى الاتحاد الأوروبي، فو كونغ، مُتفائلًا بإحياء الاتفاقية الشاملة للاستثمار (CAI) من خلال اقتراح رفع العقوبات المُتزامنة بين بروكسل وبكين في عام 2021م، ولم يلق الاقتراح ترحيبًا حارًا، قد يرغب تسونغ؛ دون مُعالجة السبب الجذري لفرض الاتحاد الأوروبي للعقوبات- انتهاكات الحكومة الصينية الفظيعة لحقوق الإنسان في شينجيانغ- إذن، ليس هناك أمل في الإحياء، بغض النظر عن عدم إحراز تقدم بشأن الاتفاقية الشاملة للاستثمار أو العقوبات، فإن حظر مفوضية الاتحاد الأوروبي للتطبيق المملوك للصين، تيك توك، من أجهزة عمل موظفيها، لن يساعد بالتأكيد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
ماذا تريد أن تشاهد:
لم تُستقبل ورقة الموقف الصيني بشأن الحرب في أوكرانيا بالحماس الذي كانت بكين تأمله، حتى المُمثل الأعلى جوزيب بوريل، الذي أعرب في الماضي عن أمله في دور الصين كمُساهم إيجابي في حل الحرب، سلط الضوء على حقيقة أن ما يسمى بخطة السلام “لا تميز بين المُعتدي والضحية”.
إن قرار الصين بمُعالجة الأعراض فقط، وليس السبب الجذري للقضايا بين الصين والاتحاد الأوروبي سيؤدي إلى إدراك بطيء ولكنه مُؤكد بأن العلاقات لا يمكن إصلاحها بهذه السهولة، إذا لم تحقق الزيارات رفيعة المستوى التي يقوم بها القادة الأوروبيون ما تأمله الصين، فتوقع أن تضعف نغمة الاتصالات من الصين تجاه الاتحاد الأوروبي أكثر، ومع ذلك، من المُرجح أن تقدم بكين ثمارًا مُتدلية لماكرون على أمل الفوز على واحدة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي- من الناحية التاريخية- الأكثر تشككًا في الولايات المُتحدة.