🇨🇳 الصــين

استطلاع: 60% من الشباب الصيني يحلمون بمهنة “مؤثر” على الإنترنت

في استطلاع حديث حول التوجه الوظيفي للشباب الصينيين، قال أكثر من 60 في المائة من المستجيبين إنهم يرغبون في الاستفادة من الفرص في الصناعات الناشئة؛ مثل المؤثرين على الإنترنت أو قطاعات البث المباشر على الإنترنت، وأثيرت مناقشات ساخنة على وسائل التواصل الاجتماعي الصيني، حالما انتشرت  تقارير وسائل الإعلام عن الاستطلاع يوم الاثنين. 

عزا بعض مستخدمي الإنترنت النتيجة إلى المنافسة الشديدة في سوق العمل الحالي، ولكن من منظور أوسع، قال المحللون إنها تعكس العقلية المنفتحة، واتجاه التنويع بين الشباب، مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا عند البحث عن وظائف، وأشار المحللون إلى أن مشاركة المزيد من المواهب المتعلمة ستساعد أيضًا في تحسين الجودة الشاملة للصناعة.،وفي الوقت نفسه، دعوا الشباب إلى توخي الحذر عند البحث عن وظائف، مشيرين إلى أن إمكانية تحول الشباب إلى مؤثرين عبر الإنترنت يحتاج لجهد كبير، كما أنه ليس مُربحًا كما يعتقد بعض الشباب. 

أُجري الاستطلاع بواسطة منصة “سينا ​​ويبو”، وشارك في الاستطلاع نحو 10 آلاف مشارك، حيث قال 38.4 بالمائة آخرون من المشاركين إنهم لن يفكروا أبدًا في أن يصبحوا مؤثرين على الإنترنت أو مضيفين للبث المباشر.

يحلل تشو هايوانغ، نائب مدير معهد السكان والتنمية التابع لأكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الاثنين، المشهد الناتج عن الاستطلاع، ويفسر ذلك بقوله إن هذه نتيجة طبيعية بالنظر إلى التطور السريع لمنصات البث المباشر والفيديو القصير في الصين، كما أشار تشو إلى أن الاتجاه الموجه نحو السوق يكتسب قوة في مجال التوظيف في الصين. 

وفقًا لتقرير عن صناعة البث المباشر والفيديو القصير في الصين، صدر في مايو من قبل الرابطة الصينية للفنون المسرحية (CAPA)، وصلت الإيرادات في الصناعة إلى 199.2 مليار يوان (27.5 مليار دولار) في عام 2022، بزيادة سنوية قدرها 8٪. 

اعتبارًا من عام 2022، كان هناك أكثر من 150 مليون حساب مضيف على الإنترنت، مما خلق أكثر من 100 مليون فرصة عمل، تجاوز عدد المتقدمين للوظائف لشركات البث المباشر الصينية الكبرى ومنصات الفيديو القصيرة 500 ألف خلال نفس الفترة، بحسب التقرير. 

وقال التقرير إنه في عام 2022 وحده، تم إنشاء 10.32 مليون حساب جديد على منصات البث المباشر والفيديو القصيرة في البلاد. 

يرى بعض المحللين أن الشباب يتطلعون للانضمام إلى صناعة البث المباشر والفيديو القصير؛ كإشارة إيجابية على أن الشباب الصينيين يخرجون من قيود التفكير التقليدي بضرورة عثور خريجي الجامعات المتعلمين العثور على”وظائف لامعة”، وأشار محللون إن ذلك يُعدّ دلالة على أن الشباب أصبحوا أكثر انفتاحًا. 

ونقلت وسائل الإعلام عن تشن ليكسيا، كبير الاستشاريين في تنمية المواهب، قولها إن مشاركة المزيد من خريجي الجامعات ستُحسّن أيضا الجودة الشاملة للعاملين في الصناعة، وأشارت إلى دونغ يوهوي، المعلم ومقدم البث المباشر لبرنامج “التربية الشرقية الجديدة” كمثال. 

حقق دونغ نجاحًا كبيرًا على منصة الفيديو القصيرة الشهيرة “دوين” في يونيو 2022، عبر تقديم منتجات باللغتين الصينية والإنجليزية، وقال العديد من المستهلكين الصينيين إنهم لم يتوقعوا أبدًا اكتسابهم اللغة الإنجليزية أثناء التسوق عبر الإنترنت أيضًا. 

زادت شعبية المضيف ثنائي اللغة، حيث كسب أكثر من 1.3 مليون معجب في ثلاثة أيام فقط، مما يجعل البث الثقافي المباشر اتجاهاً في الصين.

ويؤكد تشو هايوانج على ضرورة تشجيع الشباب على البحث عن المزيد من الفرص والوظائف المناسبة مع اهتماماتهم وتخصصاتهم أو خططهم المهنية، وإلى جانب تطوير صناعة البث المباشر والفيديو القصير، تقوم بعض الشركات الكبرى أيضًا بتشكيل فرق البث المباشر الخاصة بها، مما يؤدي إلى تحسين آفاق التنمية للموظفين المتعلمين جيدًا في هذه الصناعة. 

ومع ذلك، دعا تشو الشباب إلى توخي الحذر عند البحث عن وظائف، وعدم الدخول في الصناعة لمجرد أنها تبدو مربحة. 

وفقًا لتقرير الرابطة الصينية للفنون المسرحية المذكور أعلاه، حصل 96.2 بالمائة من الأشخاص الذين كان مصدر دخلهم الرئيسي هو استضافة البث المباشر على أقل من 5000 يوان شهريًا في عام 2022، وفي الوقت نفسه، لا يتمكّن سوى 0.4 بالمائة من مضيفي البث المباشر الصينيين من كسب أكثر من 100000 يوان شهريًا.     

وتشهد صناعة البث المباشر والفيديو القصير تحولات في الوقت الحالي، حيث تنخفض أرباح الصناعة بعد التطور السريع في السنوات السابقة، وتمر الصناعة فترة انتقالية من الفوضى إلى الإدارة المنظمة، مما يُحتّم على الشباب التفكير العقلاني والتخطيط طويل الأجل قبل دخول الصناعة في هذا الوقت، وعليهم أيضًا تعزيز قدراتهم المختلفة عند العمل في الصناعة من أجل السعي لتحقيق تنمية أفضل في المستقبل، كما يشير محللون.