توصل باحثون صينيون إلى اكتشاف جديد آخر أثناء دراستهم للبيانات التي حصلوا عليها من المركبة الجوالة زورونج الصينية، مؤكدين أن أنشطة الرياح والرمال على سطح المريخ قد سجلت تغيرات في بيئة المريخ القديمة. وقال العلماء إن هذا الاكتشاف قد يُلقي الضوء على التنبؤ بالتغيرات المناخية المستقبلية على الأرض، ويجدر الإشارة إلى نتائج البحث نُشرت على الإنترنت في مجلة نيتشر العلمية يوم الخميس، حسبما قال مشروع استكشاف القمر الصيني (CLEP) على حسابه الرسمي وي تشات يوم الاثنين.
من بين الكواكب في النظام الشمسي، يعتبر المريخ هو الأكثر تشابهًا مع الأرض. يعتقد العلماء أن الحالة الحالية والتاريخ التطوري للمريخ قد يمثلان “مستقبل الأرض”؛ لذلك كانت دراسة تطور مناخ المريخ موضوعًا ذا أهمية كبيرة طوال الوقت، وقد شكل نشاط الرياح والرمل التوزيع الواسع لخصائص الكثبان الرملية على سطح المريخ.
قال لي تشونلاي، زميل باحث في المرصد الفلكي الوطني الصيني، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، “يمكن القول إن أنشطة الرياح والرمال قد سجلت خصائص التطور المتأخر والبيئة المناخية الحديثة للمريخ، فضلاً عن عملية تغير المناخ، ومع ذلك، نظرًا لعدم وجود ملاحظات علمية مفصلة ومنهجية في الموقع، ما زلنا نعرف القليل جدًا عن هذه العملية”،
من أجل معالجة هذا السؤال العلمي، استخدم الباحثون كاميرات عالية الدقة، وكاميرات تضاريس ملاحية وكاميرات متعددة الأطياف من بين أشياء أخرى على متن المركبة الجوالة “زورونج” لإجراء تحقيقات مشتركة عن بعد واستقصاءات عن بُعد في منطقة الهبوط على الكوكب الأحمر.
من خلال التحليل المتعمق، اكتشف الباحثون أدلة مهمة على التغييرات في نظام الرياح في منطقة هبوط مركبة “زورونج”، وتُظهر الأدلة تناسقًا جيدًا مع طبقات غطاء الغبار الجليدي الموجودة في خطوط العرض العالية على سطح المريخ، مما يشير إلى أن منطقة هبوط “زورونج” ربما شهدت مرحلتين مناخيتين رئيسيتين، تميزت بالتغيرات في اتجاه الرياح، مع تحول ما يقرب من 70 درجة من الشمال الشرقي إلى الشمال الغربي.
قال العلماء إن هذا التغير المناخي حدث منذ حوالي 400 ألف عام، في نهاية العصر الجليدي الأخير على سطح المريخ، وفقًا لمشروع استكشاف القمر الصيني. يُعتقد أنه نتج عن التغيرات في الميل المحوري للمريخ، مما أدى إلى انتقال مناخ عالمي من العصر الجليدي إلى فترة ما بين الجليدية.
قال لي إن هذا البحث ساهم في فهم الدراسين لتاريخ المناخ القديم للمريخ، حيث قدم منظورًا جديدًا لدراسة مناخ المريخ القديم والقيود المهمة التي تقف أمام محاكاة المناخ العالمي على المريخ، وقال لي إنه قد يوفر رؤى للتطور المناخي المستقبلي للأرض.