تحتفل الصين وباكستان بالذكرى العاشرة لمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، وبالذكرى العاشرة لإطلاق الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC) أيضًا، وهو مشروع رائد لمبادرة الحزام والطريق، وقال محللون إن الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، الذي ساعد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في باكستان، سيحقق المزيد من الفوائد للسكان المحليين حيث يعمل البلدان على تعميق التعاون بينهما.
واصل الممثل الخاص للرئيس شي جين بينغ ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفنغ زيارته لباكستان يوم الاثنين.
وقّعت الصين وباكستان يوم الاثنين ست اتفاقيات لتعزيز التعاون الثنائى تحت شهادة هي ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية الباكستانية اليوم الاثنين، تصريح شهباز شريف خلال الاجتماع، حيث قال “ليس لدي شك في أننا ندخل المرحلة الثانية من الممر الاقتصادي الباكستاني. اليوم وقعنا بعض الوثائق الهامة التي من شأنها تعزيز تعاوننا الاقتصادي، وسنبدأ المرحلة الثانية في إطار نمط جديد”.
أقيمت سلسلة من الأحداث الاحتفالية في الأيام الأخيرة للاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس الممر الاقتصادي. تم تزيين المبنى التاريخي للبلاد – نصب باكستان – يوم السبت بألوان العلمين الوطنيين الصيني والباكستاني للاحتفال بالذكرى السنوية.
ففي الفترة من 24 إلى 25 يوليو، عُقدت ندوة دولية حول الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ومبادرة الحزام والطريق في إسلام أباد بحضور كبار المسؤولين والعلماء، وممثلي الشركات والتجارة من باكستان والصين، كما حضرت بانغ تشون شي، القائمة بالأعمال في السفارة الصينية في باكستان، الاحتفال، التي قالت خلاله إنه بتوجيه من قادة البلدين، حقق الممر نتائج مثمرة وقدم مساهمات كبيرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لباكستان، وفقًا لبيان من الموقع الإلكتروني للسفارة الصينية في باكستان.
وأظهرت زيارته لباكستان أن الصين تُولى أهمية كبيرة للعلاقات الصينية الباكستانية والممر الاقتصادي الباكستاني. علاوة على ذلك، قد يناقش مع الجانب الباكستاني خطة التنمية للعقد المقبل، حسبما قال تشو يونغبياو، المدير التنفيذي لمركز أبحاث الحزام والطريق في جامعة لانتشو، لصحيفة جلوبال تايمز.
خطر الإرهاب يلوح في الأفق
قال تشو إنه في الوقت الذي يركز فيه الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني ومشروعات الحزام والطريق الأخرى بين الصين وباكستان على البنية التحتية الرئيسية، سيتم وضع المزيد من المشاريع “الصغيرة ولكن الجميلة” لزيادة الدخل بسرعة وزيادة فرص العمل وإفادة السكان المحليين.
وأشار المحللون كذلك إلى أن ضمان سلامة مشروعي الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ومبادرة الحزام والطريق مهمة أيضًا لكل من الصين وباكستان، نظرًا لخطر الإرهاب.
ونقلت وسائل إعلام أن 44 شخصًا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 100 في انفجار قنبلة استهدف تجمعًا حاشدًا في 30 يوليو في باجور، وهي منطقة قبلية في إقليم خيبر بختونخوا بباكستان.
لا يمكن إنكار أن مشاريع الممر الاقتصادي الباكستاني جلبت فوائد ملموسة لباكستان، وستعمل كل من الصين وباكستان على تحسين بناء مشاريع مبادرة الحزام والطريق، على الرغم من المحاولات الخارجية لتقويضها أو تضخيم بعض الدول الغربية لخطاب “فخ الديون” أو القضايا الأمنية، بحسب ما قال محللون.
أشار تشو إن مشاكل التمويل، وهي قضية شائكة في باكستان لم يكن الغرب على استعداد للمساعدة فيها، لا يمكن حلها إلا من خلال الاستثمار والتنمية، وهو ما تحاول الصين والدول الأخرى القيام به.
تشويه سمعة بعض الدول الغربية لمشاريع الممر الاقتصادي ومبادرة الحزام والطريق هو أمر غير عادل وسيئ النية، وقال تشو إن باكستان لديها فهم واضح لهذه الضجة، كماتُولى أيضًا أهمية لتنمية الممر.
