🇷🇺 أورسيــا 🇨🇳 الصــين

كبير الدبلوماسيين الصينيين: الصين وروسيا صديقان حميمان والتعاون بينهما سيزيد

أكد وانغ يي كبير الدبلوماسيين الصينيين لوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن الصين ستحافظ على موقف عادل بشأن الأزمة الأوكرانية، وأن الصين وروسيا “صديقان حميمان جديران بالثقة ويمكن الاعتماد عليهما” في مكالمة هاتفية في وقت متأخر من يوم الاثنين، وفي المقابل، قال لافروف إن روسيا تقدر وترحب بدور الصين البناء في حل الأزمة، مما أدى إلى تحطيم الرواية الغربية عن “الخلاف” بين الجانبين بعد محادثات جدة. 

قال وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية، إنه تم إحراز تقدم جديد في التعاون الاستراتيجي والعملي بين البلدين منذ زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لروسيا في مارس.

وأشار إلى وصول التجارة الثنائية إلى مستوى جديد، وزياد التعاون في مجال الطاقة، كذلك تعافي التبادلات الشعبية بسرعة، وقال وانغ إن أهم مهمة للجانبين في الوقت الحاضر هي مواصلة تنفيذ التوافق الهام الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، وتعزيز التنمية رفيعة المستوى لشراكة التعاون الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد بين الصين وروسيا. 

الصين تسعى لحل الأزمة الأزمة الأوكرانية

وحول الأزمة الأوكرانية، أكد وانغ أن الصين ستتمسك بموقف عادل في أي مناسبة متعددة الأطراف، وتقدم ملاحظات موضوعية وعقلانية، وتعمل بنشاط على تعزيز السلام وتشجيع المحادثات والسعي إلى حلول سياسية. 

من جانبه، قال لافروف إن روسيا تقدر بشدة موقف الصين من الحل السياسي للأزمة وترحب بدور الصين البناء في هذا الصدد. 

المكالمة الهاتفية هي اتصال في الوقت المناسب بين الصين وروسيا بعد محادثات جدة، حسبما قال تسوي هنغ، المحاضر في قاعدة تدريب منظمة التعاون الصيني شنغهاي للتبادل والتعاون القضائي الدولي، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الثلاثاء. 

وأوضح تسوي أنه من المناسب أن تنقل الصين رسالة الحوار إلى روسيا، وإلا فقد الحوار قيمته ويصبح مجرد “تجربة” غربية، مشيرًا إلى أنه يوضح الدور الفريد الذي لعبته الصين في القضية الأوكرانية. 

وقال الخبير إن رد روسيا الإيجابي تجاه تصرفات الصين بمثابة دحض حقيقي للإثارة الغربية، مشيرًا إلى أن موقف الصين المحايد ودورها في تسهيل تبادل وجهات النظر بين جميع الأطراف كان موضع تقدير من الجانب الروسي دائمًا. 

تسوية سلمية 

حضر المبعوث الصيني الخاص لي هوي المحادثات في جدة بالمملكة العربية السعودية خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث عُقدت مناقشات حول تسوية سلمية مجدية ودائمة للأزمة الأوكرانية، ليلتقي كبار المسؤولين من الصين والولايات المتحدة وأوروبا وكذلك دول جنوب الكرة الأرضية. 

وصف الضجيج الغربي للصين بـ “التحولات المحتملة في اللهجة” محض هراء، وشدد الخبراء على عدم تغير موقف الصين، وأن الحضور يشير إلى توقيت أكثر نضجًا للحوار، وانتقدوا مثل هذا الخطاب الغربي باعتباره يسعى إلى زرع الفتنة بين بكين وموسكو. 

خلال المكالمة الهاتفية يوم الاثنين، ناقش الجانبان أيضًا قمة البريكس المقبلة، التي ستُعقد في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس مع توسيع محتمل للكتلة على رأس جدول الأعمال. 

وبحسب رويترز، قالت جنوب إفريقيا الشهر الماضي إن أكثر من 40 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى المنظمة التي تهدف إلى تعويض الهيمنة المتصورة للغرب الذي تقوده الولايات المتحدة في الشؤون العالمية، ومن بين هؤلاء، طلب 22 رسميًا الانضمام.

في ضوء ذلك، قال وانغ، الإثنين، إن آلية البريكس تواكب اتجاه العصر وتثبت حيوية وفيرة، وعملية التوسع أمر لا مفر منه، وقال وانغ إن الصين مستعدة لتعزيز التنمية الصحية والنشطة لمجموعة بريكس، وأوضح أن الغرب يبالغ في “الخلافات” بين الدول الأعضاء في البريكس فيما يتعلق بالتوسع، بل إن البعض اتصل بالمعارضة قائلين إنها قد تسحق التنظيم.

“اتجاه إيجابي”

أوضح زانغ هونغ، زميل باحث مشارك في معهد الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن بناء أي منظمة دولية هو عملية تدريجية، ومن الطبيعي أن يكون للأعضاء مطالب مختلفة، ومع ذلك، فقد بالغ الغرب باستمرار في تضخيم هذه الاختلافات في محاولة لإضعاف نقاط القوة في دول البريكس، وهي نظرية مؤامرة نموذجية. 

وأكد تشانغ لصحيفة جلوبال تايمز يوم الثلاثاء إن حقيقة أن جميع الأطراف قادرة على الانخراط في حوار ومعالجة خلافاتهم تشير إلى اتجاه إيجابي، وأشار تسوي إلى أن تصريحات وانغ يي تخبر روسيا والعالم أنه على الرغم من أنها لا تزال بحاجة إلى مفاوضات بشأن وتيرة التوسع، فإن الاتجاه العام ثابت. 

وقال الخبراء إن الغرض الآخر من المكالمة الهاتفية يوم الاثنين هو التحضير للزيارات الثنائية رفيعة المستوى القادمة، حيث أكدت وسائل الإعلام الروسية تاس في وقت سابق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور الصين في أكتوبر لحضور منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي.