ألقى عضو مجلس الدولة وزير الدفاع الوطني الصيني، لي شانغ فو، يوم الثلاثاء، كلمة بمؤتمر موسكو الحادي عشر للأمن الدولي في موسكو، وأشاد في كلمته بالعلاقات العسكرية بين الصين وروسيا؛ كنموذج لتعاون عدم الانحياز، وعدم المواجهة الذي لا يستهدف أي طرف ثالث.
قال لي إن الشراكة الاستراتيجية الشاملة للتنسيق لعصر جديد قد حافظت على تطور مطرد، حيث أرست العلاقات العسكرية بين البلدين نموذجًا في التعاون غير المنحاز، حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، وقال الخبراء إن التعاون العسكري المفتوح والشفاف بين الصين وروسيا يساعد على السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
وشدد لي على أن اللعب بالنار في قضية تايوان، أو محاولة استغلال قضية تايوان لاحتواء الصين محكوم عليه بالفشل.
وأكد وزير الدفاع الوطني الصين على استعداد الصين لإجراء تدريبات مشتركة مع جميع الدول، للبحث عن مجال أوسع من التدريبات، وتعزيز التعاون الدولي بشأن الحد من التسلح وعدم انتشار الأسلحة النووية، كذلك تعزيز التعاون في مجالات الفضاء والأمن البيولوجي وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
بعد المؤتمر، من المقرر أن يلتقي لي مع قادة سلطات الدفاع في روسيا ودول أخرى ويزور بيلاروسيا، حيث سيلتقي ويعقد محادثات مع قادة الدولة والجيش البيلاروسي ويزور الوحدات العسكرية البيلاروسية قبل اختتام زيارته يوم السبت.
يعلق سونغ تشونغ بينغ، الخبير العسكري الصيني والمعلق التلفزيوني، لصحيفة جلوبال تايمز، على التعاون بين البلدين بقوله إن الصين وروسيا يدعوان إلى عالم متعدد الأقطاب والتعددية، وفي رأيه أن تعزيز التعاون الاستراتيجي هو تجسيد رئيسي لحماية الصين وروسيا للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.
ذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس يوم الثلاثاء أن موضوع المؤتمر الأمني الذى تنظمه وزارة الدفاع الروسية هو إقامة تعاون فى الحقائق الجديدة الناشئة فى عملية إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب، وكانت وسائل الإعلام الغربية تضخم التعاون العسكري بين الصين وروسيا، حيث زعمت وكالة أسوشيتد برس في تقرير يوم الاثنين أن “حضور لي في المؤتمر يؤكد بشكل أكبر على دافع الصين وروسيا لمواءمة سياساتهما الخارجية في محاولة لتقويض النظام العالمي الديمقراطي الليبرالي الذي يقوده الغرب”.
في رأي كوي هينج زميل باحث مساعد من مركز الدراسات الروسية بجامعة شرق الصين العادية، أنه لا حرج من التعاون الصيني الروسي، ويعتقد كوي أن معارضة الغرب للبلدين تعكس التفكير المهيمن للغرب وإجبار الدول الأخرى على الانحياز، كما قال في حديثه لصحيفة جلوبال تايمز يوم الثلاثاء.
وقال كوي: “تخيل ما سيكون عليه العالم إذا لم تكن هناك قوى غير غربية مثل الصين وروسيا لموازنة القوة الغربية – ما حدث في العراق وليبيا وسوريا سيتكرر في جميع أنحاء العالم”.
وفيما يتعلق بالصراع الأوكراني، قال محللون إن التبادلات والاتصالات بين الصين وروسيا تساعد في جهود الصين لتعزيز محادثات السلام، ويقول كوي إن الصين أبدت ضبط النفس في شأن تجارة الأسلحة مع روسيا، مُشيرًا إلى أن بعض الدول الغربية ووسائل إعلامها استخدمت أدوات الرأي العام لوصم التعاون العسكري الطبيعي بين الصين وروسيا.
قال خبير عسكري صيني آخر، طلب عدم ذكر اسمه، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الثلاثاء، إن للصين وروسيا جوانب عديدة في التعاون العسكري؛ بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة، والدوريات الاستراتيجية المشتركة، وتنمية المواهب، فضلًا عن البحث والتطوير.
وفي شهر يوليو نفذت القوات البحرية الصينية والروسية تدريبات مشترك في بحر اليابان، بهدف الحفاظ على أمن الطرق البحرية الاستراتيجية، قبل الشروع في الدوريات البحرية المشتركة الثالثة بين البلدين والتي شهدت السفن الحربية تبحر في مياه غرب وشمال المحيط الهادئ، وعلى الرغم من بيان وزارة الدفاع الصينية التي قالت فيه إن العملية لا تستهدف أي طرف ثالث، إلا أن وسائل الإعلام الأمريكية وصفت رحلة الأسطول الصيني الروسي المشترك بأنها “استفزازية للغاية” مع وصوله إلى المياه الدولية بالقرب من ألاسكا.
منذ تعيين لي وزيرًا للدفاع فقد جعل موسكو أول وجهة خارجية له، ويمثل حضوره المؤتمر الأمني ثاني زيارة له لروسيا هذا العام، وتُظهر تلك الخطوة المستوى العالي من التطور للعلاقات الصينية الروسية، فضلًا عن التصميم الراسخ على تعزيز التعاون الاستراتيجي بين القوات المسلحة للبلدين.
9وقال تسوي إن التفاعل العسكري المتكرر والتبادلات الوثيقة رفيعة المستوى بين الصين وروسيا يعكس درجة عالية من الثقة الاستراتيجية المتبادلة، الناتجة عن علاقة التعاون الاستراتيجي بين الصين وروسيا على مدى العقدين الماضيين.