🇨🇳 الصــين

الاستجابة الضعيفة لحرائق الغابات في هاواي تجعل الولايات المتحدة بعيدة عن كونها “دولة متقدمة”

أولى محللون ومستخدمو الويب الصيني اهتمامًا للكارثة التي عانى منها الأمريكيون، فقد حظت “حرائق هاواي” على منصة سينا ويبو أكثر من 71.52 مليون مشاهدة، يوم الثلاثاء، وقال الخبراء إن رد الحكومة الأمريكية جعل الولايات المتحدة تبدو “مختلفة عن دولة متقدمة”.

تسببت حرائق الغابات المميتة في هاواي بأكبر عدد قتلى منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة، ورأى محللون صينيون أن ذلك يكشف عدم كفاءة الحكومة الأمريكية، وانتقد السكان المحليون بطئ الاستجابة للسلطات المحلية، وسوء نظام الإنذار المبكر. 

دمر حريق هائل الغالبية العظمى من مدينة لاهاينا في جزيرة ماوي خلال عطلة نهاية الأسبوع. أكد المسؤولون مقتل 99 شخصًا، وصرح حاكم هاواي، جوش جرين، لوسائل الإعلام أن عدد القتلى سيرتفع على الأرجح “بشكل كبير جدًا”، ويمكن أن “يتضاعف ثلاث مرات” خلال الأيام العشرة المقبلة، وفقا لشبكة سي إن إن.

وقال جرين يوم الأحد إنه “لم يتبق سوى القليل جدًا” من لاهاينا، وما زال هناك حوالي 1300 شخص في عداد المفقودين، وفقا لشبكة سي بي إس نيوز.

ليست كارثة طبيعية

قام العديد من الأشخاص، بمن فيهم ناجون، بتحميل مقاطع فيديو لكسر حاجز الصمت على شبكات التواصل الاجتماعي للانتقاد بشدة لعدم كفاءة الحكومة والاستجابة الإشكالية ونظام الإنذار المبكر، وشكك البعض في تقارير وسائل الإعلام الرئيسية، وقالوا إنها ليست كارثة طبيعية، وقد يكون عدد القتلى أكبر بكثير مما تم الإبلاغ عنه.

واشتكى بعضهم أن صفارات الإنذار لم تُسمع، ولم يتلق الناس أي تحذير بشأن حرائق الغابات، وحاصر كثيرون سوء نظام المرور حينما حاولوا الهرب، كما لم يستطع رجال الإنقاذ دخول الجزيرة، ولم يتم تسليم التبرعات للمحتاجين، ونُهبت بعض مواد الإغاثة حيث فشلت السلطات المحلية في استعادة النظام العام.

حصلت هاواي على نظام إنذار مبكر للسلامة العامة في الهواء الطلق، مع أكثر من 400 صفارة إنذار لتذكير الناس بتهديدات مثل تسونامي، ولدى ماوي 80 من هذه الصفارات، وفقًا لوكالة أنباء شينخوا.

تعرضت هاواي لعدد من الإنذارات الخطأ قبل ذلك، ففي عام 2018، أبلغ النظام عن طريق الخطأ سكان هاواي أن “صاروخًا باليستيًا قادمًا” بسبب خطأ بشري، وفي عام 2019، حدث خطأ في النظام مرة أخرى، مُتسببًا في حالة من الذعر بين السكان المحليين، لكن ما حدث هذه المرة كان على العكس تمامًا، فقد فشل الإنذار في تحذير الناس بشكل فعال، وتعهد المدعي العام بالتحقيق، حسبما ذكرت شينخوا يوم الثلاثاء.

ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم السبت أن “سكان لاهاينا، العاصمة التاريخية السابقة في هاواي التي تحولت إلى جحيم”، انتقدوا ما وصفوه بالتحذيرات غير الكافية من العاصفة النارية المفاجئة، وقالوا إنهم الآن متروكون لتدبير شؤونهم بأنفسهم في أعقابها.

قال كاي ليني، راكب أمواج محترف، “أشعر أن مواطني هذه الجزيرة قد تم استدعاؤهم، ربما من قبل قوة أعلى، للمساعدة فعليًا لأنه لا يوجد شخص آخر يساعد”. 

قال لو شيانغ، الخبير في الدراسات الأمريكية وزميل الأبحاث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لصحيفة جلوبال تايمز إن رد فعل الجيش الأمريكي أو الحرس الوطني هذه المرة لا يُقارن برد فعلهم السريع بعد هجوم الكابيتول هيل في عام 2021، فالقوات العسكرية الأمريكية قابعة في المحيط الهادئ بجانب هاواي, 

وقال لو “من نظام الإنذار المبكر إلى الاستجابة بعد الكارثة، فإن أداء الحكومة الأمريكية هذه المرة يجعل الولايات المتحدة تبدو مختلفة عن دولة متقدمة”.

رد بايدن الصادم وتغير المناخ

كان الرئيس الأمريكي جو بايدن في شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير خلال عطلة نهاية الأسبوع وسُئل خلال رحلة بالدراجة صباح الأحد عما إذا كان سيذهب إلى ماوي لتقييم الدمار. فأجاب: “نحن ننظر في الأمر”، وبعد زيارة الشاطئ في وقت لاحق من ذلك اليوم، سُئل بايدن عن ارتفاع حصيلة القتلى في الجزيرة وأجاب “لا تعليق”، بحسب وسائل الإعلام الأمريكية.

ذكرت قناة فوكس نيوز أن التعليق أثار رد فعل عنيفًا، بما في ذلك ممثل ولاية هاواي السابق مارك كانيلا إنغ، وهو ديمقراطي يشغل الآن منصب المدير الوطني لشبكة الصفقة الخضراء الجديدة، الذي استاء من ملاحظة بايدن “الصادمة”، ووصفها بأنها بعيدة تمامًا عما يحدث. 

قال المحللون إن هذا النوع من الكوارث يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتغير المناخ، لكن إدارة بايدن تظهر قدرًا محدودًا من الإخلاص في استعادة التعاون الدولي للتعامل مع قضايا تغير المناخ، مُضيفين أن كارثة مثل حرائق الغابات في هاواي لم تحظ باهتمام كافٍ من وسائل الإعلام الأمريكية السائدة، كما لم يهتم العالم بما يحدث في هاواي.

قال لو “عندما أفتح مواقع أو تطبيقات وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية مثل نيويورك تايمز وسي إن إن، فإن الخبر الرئيسي اليوم يدور حول القضايا القانونية للرئيس السابق دونالد ترامب، وقصص إخبارية بارزة أخرى تتعلق بأوكرانيا، لكن التقارير حول أكثر حرائق الغابات فتكًا منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة، لا يمكن العثور عليها إلا في الأسفل”.