قال خبراء إن زيارة وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، إلى الصين بحاجة إلى تهيئة المناخ للسماح بالتبادلات الطبيعية للطرفين، فالعلاقات الثنائية وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
يزور وزير الخارجية البريطاني الصين في 29 أغسطس، وتستغرق نحو يومين فقط، ولم تعلن بكين أو لندن رسميًا عن الزيارة، وبحسب تقارير إعلامية فإن وزارة الخارجية البريطانية ستعلن عن أي خطط للسفر خاصة بكليفرلي بمجرد الانتهاء منها.
وأشار الخبراء إلى أنه بالنظر إلى افتقار الحكومة البريطانية إلى الاستقلالية والصرامة في مواجهة الضغوط من الصقور الصينيين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإن زيارة كليفرلي المحتملة قد تكون أكثر من مجرد اتصال مبدئي بين الجانبين بعد الوباء كمقدمة لاستئناف العلاقات.
من المرجح أن يصبح كليفرلي أعلى مسؤول بريطاني يزور الصين، منذ جائحة كوفيد-19 الذي دام ثلاث سنوات، وأدى إلى توقف التبادلات الدبلوماسية الثنائية.
العلاقة بين الصين وبريطانيا ليست جيدة، كما يقول تسوي هونج جان، مدير قسم الدراسات الأوروبية في المعهد الصيني للدراسات الدولية لصحيفة جلوبال تايمز يوم الثلاثاء، تحديدًا بسبب العداء الموجه إلى الصين في المملكة المتحدة، وإدلاء لندن بتصريحات غير مناسبة بشأن بعض القضايا الحساسة، وأكد تسوي على رغبة الصين في تطوير علاقات إيجابية مع المملكة المتحدة.
وفي قمة مجموعة السبع في مايو/أيار، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن الصين تشكل “أكبر تحدي في العالم للأمن والرخاء العالميين”، بعد أن وصف بكين بالفعل بأنها “تحدٍ محدد للعصر” في مارس/آذار.
وقال جاو جيان، مدير مركز الدراسات البريطانية بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الثلاثاء إنه على الرغم من إدلاء حكومة ريشي سوناك ببعض التصريحات التي لا تساعد على العلاقات بين الصين والمملكة المتحدة، إلا أن بريطانيا لديها موقف خارجي واقعي وعملي للغاية في التجارة والتبادلات الثقافية والشعبية.
زيادة استثمار المملكة المتحدة
وفي النصف الأول من عام 2023، زادت استثمارات المملكة المتحدة في الصين بنسبة 135.3 في المائة على أساس سنوي، وفقًا لوكالة أنباء شينخوا؛ بلغ إجمالي التجارة في السلع والخدمات (الصادرات بالإضافة إلى الواردات) بين المملكة المتحدة والصين 107.5 مليار جنيه استرليني (137.2 مليار دولار) في الأرباع الأربعة، حتى نهاية الربع الأول من عام 2023، بزيادة قدرها 11.3 في المائة عن الأرباع الأربعة حتى نهاية الربع الأول من عام 2022، وفقًا لبيانات الحكومة البريطانية.
وقال جاو إن الصين جزء لا يتجزأ من المصالح العالمية لبريطانيا، والتعاون الاقتصادي والتجاري هو حجر الزاوية في العلاقات الثنائية، مُشيرًا إلى أن رحلة كليفرلي يمكن أن تكون فرصة لاستئناف المناقشات حول المشاريع الاستثمارية المعلقة والتعاون في مجالي الثقافة والتعليم.
وأشار تسوي إلى أنه إذا كانت المملكة المتحدة تريد أن تلعب ما يسمى بدورها كقوة عظمى، فلن تتمكن من تحقيق أهدافها دون الحوار والتعاون مع الصين.
وأضاف مدير قسم الدراسات الأوروبية في المعهد الصيني للدراسات الدولية “إذا تمت زيارة كليفرلي، فستصبح فرصة لإعادة ضبط العلاقات بين الصين والمملكة المتحدة والعودة تدريجيًا إلى طبيعتها، على الأقل على مستوى العمل”، لكن ذلك يعتمد على جهود الجانبين”.
وذكرت صحيفة التايمز يوم الاثنين أنه قبل رحلة كليفرلي المحتملة إلى الصين، منعت وزارة الخارجية البريطانية موظفيها من استخدام عبارة “دولة معادية”، فيما يتعلق بالصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران في الوثائق الحكومية والرسائل الداخلية، ومع ذلك، فهي تواجه معارضة قوية.