أكد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في حديثه بقمة التجارة العالمية في الخدمات، على تشجيع الصادرات الصينية وتوسيع الطلب المحلي، كدليل على بذل جهود مشتركة مع بقية العالم؛ لوضع الاقتصاد العالمي على مسار الانتعاش المستدام للتجارة في الخدمات (CIFTIS)، وذلك عبر رابط الفيديو في بكين.
وقال شي إن الصين ستُوسّع انفتاح قطاع الخدمات؛ بما في ذلك الاتصالات والسياحة والخدمات القانونية، مُشيرًا إلى أن الصين ستعمل بجانب توسيع الطلب المحلي، على تسريع بناء سوق محلية قوية، كما ستأخذ زمام المبادرة لزيادة الواردات عالية الجودة، فضلًا عن تشجيع المزيد من صادرات الخدمات كثيفة المعرفة.
تحت شعار “الانفتاح يقود التنمية والتعاون يخلق مستقبلًا مربحًا للجانبين”، اجتذب قمة التجارة العالمية في الخدمات بمعرض الصين الدولي 2023، نحو أكثر من 2400 شركة، وممثل من 83 دولة ومنظمة دولية، وتجاوزت نسبة المشاركين الدوليين 20%، وأعجب المحللون والمديرون التنفيذيون للشركات بحديث شي قائلين إن الرسالة التي شاركها الرئيس الصيني ستبثّ ثقة جديدة في المجتمع العالمي، على خلفية أزمة السلسلة الصناعية العالمية، والتأثير المستمر للصراع الروسي الأوكراني.
تعزيز العولمة الاقتصادية
قال هوفمان تشيونغ، الشريك الإداري في “إي.واي. شمال الصين”، في بيان لجلوبال تايمز: “إن التجارة العالمية في الخدمات والتعاون في مجال صناعة الخدمات يضخ زخمًا قويًا لتعزيز العولمة الاقتصادية، واستعادة حيوية الاقتصاد العالمي، وتعزيز مرونته”.
تلك هي المرة الأولى التي يُقام فيها قمة التجارة العالمية في الخدمات بعد تحسين الصين الاستجابة للوباء، ويُعدّ الحدث هذا العام أكبر من حيث الحجم، ويتضمن المزيد من التبادلات رفيعة المستوى، وقال نورمان سزي، نائب رئيس شركة ديلويت الصين، : “إن عددًا من المنتديات والمؤتمرات والأنشطة الأخرى تسلط الضوء على موضوع التدويل وتلعب دور توسيع منصة مفتوحة”.
وأضاف “إن القوة الأساسية لصناعة تجارة الخدمات تكمن في الناس، وسيكون المستخدمون المستفيدون النهائيون من الخدمات هم الناس أيضًا”، وأكد سزي على أن سكان الصين البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة لن يتمكنوا من التمتع بأكبر أرباح من الاقتصاد الرقمي في العالم إلا عندما تحقق التجارة في الخدمات تطورًا كبيرًا، مُشيرًا إلى اقتصاد الصين الضخم.
تقاسم المنافع
وفي خطابه، قال شي إن الصين ستعمل على تعميق التعاون المرتبط بالخدمات والتجارة الرقمية مع الدول الشريكة في الحزام والطريق، وتسهيل تدفق الموارد وعوامل الإنتاج عبر الحدود، كذلك تعزيز المزيد من مجالات النمو للتعاون الاقتصادي.
وقال رودريجو جوميز، الممثل التجاري من الأرجنتين: “إننا نشاطر الصين اهتمامها بتشجيع الشركات على تحسين حجم التجارة في الخدمات، فحوالي 14 في المائة من إجمالي صادرات الأرجنتين هي تجارة في الخدمات، ولكن لا تزال هذه النسبة منخفضة للغاية مع الصين على وجه التحديد”.
وشدد جوميز على أن تلك الفرص مهمة للغاية، ويعتقد أنها ستجلب الكثير من المنافع المتبادلة لكلا الجانبين.
وقال وان تشي، الخبير الاقتصادي والأستاذ في كلية الحزام والطريق بجامعة بكين للمعلمين، لصحيفة جلوبال تايمز: “إن تعاون الصين مع شركاء مبادرة الحزام والطريق يتمتع بإمكانات كبيرة في جانب الاتصال الناعم، الذي يعتمد على التكنولوجيا والمعايير”.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن التعاون في تجارة الخدمات، بما في ذلك القطاع الرقمي واقتصاد المنصات والبيانات الضخمة والخدمات اللوجستية وخدمات الطاقة الخضراء، سيكون إضافة عظيمة للتعاون الحالي والمثمر في البنية التحتية المادية مثل السكك الحديدية والطرق والموانئ وخطوط الأنابيب، مشيرًا إلى أن مثل هذا التعاون يمكن أن يساعد الجنوب العالمي على تحقيق تقدم سريع؛ من خلال اتباع طرق مختصرة وسط جولة جديدة من المنافسة الاقتصادية العالمية.
تجارة الخدمات سريعة النمو
وعلى الرغم من الرياح المعاكسة العالمية، نمت تجارة الصين في الخدمات بمعدل أسرع من التجارة في السلع، وأظهرت بيانات من وزارة التجارة الصينية يوم الخميس أنه في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، زادت قيمة تجارة الخدمات في الصين بنسبة 8.1 في المائة على أساس سنوي إلى 3.67 تريليون يوان (503.42 مليار دولار أمريكي). وخلال نفس الفترة، نمت تجارة السلع بنسبة 0.4 في المائة على أساس سنوي.
وقالت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية إن بورصة بكين تنفذ الآن جولة جديدة من الإصلاح الشامل؛ بما في ذلك توسيع فريق المستثمرين وتشجيع المؤسسات المهنية على تعزيز سيولة السوق.
ويهدف سوق بورصة بكين، الذي أعلنه الرئيس شي في معرض قمة التجارة العالمية في الخدمات لعام 2021، إلى دعم الابتكار وتطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وتعميق إصلاحات “المجلس الثالث الجديد”، وقد زاد عدد الشركات المدرجة في بورصة البحرين ثلاثة أضعاف ليصل إلى 217 شركة واجتذب بالفعل 5.57 مليون مستثمر مؤهل.