🇨🇳 الصــين

بعد مزاعم انسحاب إيطاليا من مبادرة الحزام والطريق.. رئيسة الوزراء الإيطالية تؤكد على “الشراكة القوية” مع بكين

وعلّق خبراء صينيون عن ذلك بقولهم إنها محاولات واضحة من إيطاليا “للسيطرة على الأضرار”، وتعكس حقيقة أن قرار الانسحاب اتخذ تحت ضغط من واشنطن، وليس بشكل مستقل من قبل الحكومة الإيطالية. 

أدلت ميلوني بهذه التصريحات، خلال مؤتمر صحفي في ختام قمة مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى في العالم في نيودلهي يوم الأحد، بعد أن ذكرت وسائل الإعلام الإيطالية في وقت سابق أن إيطاليا ستنسحب من مبادرة الحزام والطريق، وتسعى إلى تنشيط اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع الصين بدلا من ذلك.

وأشارت يوم الأحد إلى أن علاقة إيطاليا مع الصين أكثر من مجرد مبادرة الحزام والطريق، مُضيفة أن القرار النهائي بشأن ما إذا كانت ستترك مبادرة الحزام والطريق لم يتم اتخاذه بعد.

إيطاليا مترددة بشأن الانسحاب 

ردًا على تصريحات ميلوني، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر يوم الاثنين إن الصين وإيطاليا حضارتان قديمتان على طرفي طريق الحرير القديم، وأضاف “يمكننا تعميق التعاون العملي في مختلف المجالات، والعمل من أجل زيادة نمو شراكتنا الاستراتيجية الشاملة”. 

وقال وانغ ييوي، مدير معهد الشؤون الدولية في جامعة رنمين الصينية، لصحيفة جلوبال تايمز، إنه من الواضح أن الحكومة الإيطالية لا تستطيع الحفاظ على الاستقلالية في اتخاذ القرارات بشأن صفقة مبادرة الحزام والطريق، مُوضحًا أنها العضو الوحيد في مجموعة السبع الذي وقّع على مبادرة الحزام والطريق، وتتعرض إيطاليا لضغوط هائلة من أعضاء آخرين في المجموعة، خاصة الولايات المتحدة، لإعادة تقييم علاقاتها مع مبادرة الحزام والطريق قبل أن تتولى روما رئاسة مجموعة السبع في العام المقبل.

وأشار وانغ إلى أن إيطاليا منقسمة بشأن ما إذا كانت ستخرج من مبادرة الحزام والطريق، وأنها تدرس هذا الأمر منذ ما يقرب من عام لأن “إيطاليا لا تريد أن يؤدي هذا القرار إلى تدهور علاقاتها مع الصين، بينما تأمل أيضًا في الاستجابة للضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة”.

وبعد اجتماع في البيت الأبيض مع بايدن، قالت ميلوني إن حكومتها أمامها مهلة حتى ديسمبر/كانون الأول لاتخاذ قرار بشأن مبادرة الحزام والطريق، وأعلنت أيضًا أنها ستسافر قريبًا إلى بكين. 

وعندما سُئل عن العواقب التي قد يُخلّفها انسحاب إيطاليا المحتمل على مبادرة الحزام والطريق، قال ماو إن الصين تعتقد دائمًا أن مبادرة الحزام والطريق كانت منتجًا عامًا دوليًا جذابًا للغاية بعد إطلاقها قبل عشر سنوات. وقال ماو إنه حتى الآن، انضمت أكثر من 150 دولة إلى المبادرة، مما جلب لها أيضًا منافع ورفاهية، لذلك تعتقد الصين أن مواصلة استغلال إمكانات التعاون يلبي مصالح هذه الدول. 

وتوقع الخبراء أن يؤدي الانسحاب، إذا تم الإعلان عنه، إلى انتكاسة قصيرة المدى للعلاقات الثنائية، لكن الضرر لن يكون “ضارًا بشكل أساسي”، على الرغم من أن بعض المشروعات بموجب الاتفاقية ستتأثر.

وفيما اعتبره الخبراء “عذرًا واضحًا”، اشتكت ميلوني في مجموعة العشرين من أن “هناك دولًا أوروبية لم تكن في السنوات الأخيرة جزءًا من الحزام والطريق، ولكنها تمكنت من إقامة علاقات أكثر إيجابية (مع الصين) منا”. 

اختلف الخبراء الصينيون حول تعليقها، قائلين “لدى دول مثل فرنسا وألمانيا حجم تجارة مع الصين أكبر من حجم التجارة مع إيطاليا بسبب هيكلها الاقتصادي وحجمها”، وأضافوا أنه بعد انضمام إيطاليا إلى مبادرة الحزام والطريق، شهد التعاون التجاري بين البلدين ارتفاعًا طفيفًا في السنوات الثلاث الماضية على الرغم من الاضطرابات الناجمة عن “كوفيد-19 والأزمة الروسية الأوكرانية”، وأشار وانغ  إلى أن انسحاب إيطاليا من مبادرة الحزام والطريق سيكون قرارًا “قصير النظر”.

وأظهرت البيانات أن حجم التجارة الثنائية بين بكين وروما بلغ إجمالي 77.9 مليار دولار في عام 2022، بزيادة 5.4 في المائة على أساس سنوي.