أصبحت الصين الضحية الرئيسية لهجمات التهديد المستمر المتقدم (APT)، وفقًا لبيان وزارة أمن الدولة، مُضيفة أن الفضاء الإلكتروني أصبح ساحة معركة مهمة لوكالات الاستخبارات الأجنبية للقيام بالتجسس الإلكتروني ضد الصين، حسبما ذكرت وكالة أنباء شينخوا ديلي تلغراف.
تستخدم وكالات الاستخبارات الأجنبية أساليب مختلفة لتنفيذ الهجمات الإلكترونية وعمليات التسلل في الصين، من بين تلك الأساليب؛ إنشاء منظمات متخصصة، ويطورون عن طريقها أدوات احترافية لمهاجمة الصين، ويعد “التلاعب خلف الكواليس”، و”خدمات الاستعانة بمصادر خارجية” أساليب أخرى تستخدمها وكالات الاستخبارات الأجنبية، لتوجيه الشركات المهنية ومنظمات القراصنة لتنفيذ الهجمات، حتى أن بعض الدول تخفي أفعالها وتتعاون مع دول أخرى في تنفيذ الهجمات.
ولا تستهدف وكالات الاستخبارات الأجنبية الأهداف التقليدية فقط مثل الهيئات الحكومية الصينية والوحدات الحساسة، لكنها تركز أيضًا على مهاجمة البنية التحتية الحيوية للمعلومات في الصين، كذلك الجامعات الصينية والمؤسسات البحثية وشركات التكنولوجيا الفائقة، فضلًا عن الخبراء والعلماء والمديرين التنفيذيين.
تتضمن الهجمات أنواعًا مختلفة من أنظمة البرامج مثل البريد الإلكتروني، وأتمتة المكاتب، وإدارة المستخدم، والحماية الأمنية، بالإضافة إلى الأجهزة مثل الخوادم وأجهزة الكمبيوتر والمحولات وأجهزة التوجيه، وحتى الأجهزة المدنية مثل الهواتف المحمولة، والواي فاي.
وعلى عكس المتسللين العاديين، تتمتع وكالات الاستخبارات الأجنبية بموارد وفيرة وقدرات تقنية قوية وخبرة واسعة في الهجمات الإلكترونية وأساليب أكثر سرية. قام بعضهم بجمع وسرقة بيانات المعلومات الشخصية، باستخدام الهندسة الاجتماعية لتزوير رسائل البريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية “التصيدية” بدقة لتنفيذ هجمات خادعة.
هاجم البعض الصين بشكل مباشر من خلال استغلال وشراء أنظمة البرمجيات والأجهزة الرئيسية، كما تسللت بعض شركات سلسلة التوريد الصينية أو شبكات مؤسسات خدمات التشغيل والصيانة وسيطرت عليها، واستخدمتها “كنقاط انطلاق” لمهاجمة وحدات المستخدمين النهائية، وقام البعض بعمليات تسلل واسعة النطاق والسيطرة على الشبكات المدنية الصينية وأجهزة الشبكات المنزلية، وإنشاء “معاقل” للهجمات الإلكترونية ضد الصين ودول أخرى.
وأشارت وكالات الأمن القومي إلى أنه بمجرد غزو البنية التحتية الحيوية للمعلومات وأنظمة شبكات البنية التحتية الرئيسية في الصين والسيطرة عليها، فإنها ستواجه خطر التعطيل والتدمير في أي وقت، لم تكتف الهجمات الإلكترونية التي شنتها وكالات استخبارات أجنبية بسرقة الأسرار التجارية والملكية الفكرية للشركات والمؤسسات الصينية فحسب، بل راقبت أيضًا محتوى اتصالات الشبكة للمواطنين الصينيين، مما انتهك بشكل خطير خصوصية المواطنين والمصالح المشروعة للمواطنين والمنظمات الصينية.
وشددت هيئة الأمن الوطني على أنه بمجرد اكتشاف المواطنين والمنظمات أنشطة تجسس عبر الإنترنت، يجب عليهم الإبلاغ عنها فورًا إلى سلطات الأمن الوطني من خلال قنوات مثل الخط الساخن 12339، ومنصة الإبلاغ عبر الإنترنت، وحساب “وي تشات” الرسمي لوزارة أمن الدولة.