🇨🇽 آسيــا و الهادي 🇨🇳 الصــين

مدير إدارة البيئة الجوية: حوكمة المناخ والحد من تلوث الهواء يدعمان معًا جودة البيئة

قال مهندس بيئي صيني بارز، خلال جلسة حوار نظمتها جمعية الدبلوماسية العامة الصينية، إن حوكمة المناخ والحد من تلوث الهواء يدعمان بعضهما البعض، ويؤديان معًا لتحسين جودة البيئة وتقليل التلوث وانبعاثات الغازات الدفينة.

وخلال جلسة حوار نظمتها الصين ومن عام 2013 إلى عام 2022، نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 67 في المائة، لكن تركيز الجسيمات الدقيقة 2.5 انخفض بنسبة 57 في المائة، وفي بكين، انخفضت مستويات التلوث من 90 إلى 30 ميكروغرام/م3، وهو إنجاز اعترفت به الأمم المتحدة باعتباره “معجزة بكين” ونموذجًا مثاليًا للدول النامية الأخرى، وفقا لليو بينغ جيانغ، كبير المهندسين بوزارة الإيكولوجيا والبيئة الصينية ومدير إدارة البيئة الجوية. 

يرتبط تلوث الهواء ارتباطًا وثيقًا بإدارة المناخ؛ لأن كلاهما مرتبط باستهلاك الطاقة، وقال ليو إن مشروع البلاد لتعديل استخدام السكان للفحم من خلال التحول إلى الغاز الطبيعي والكهرباء لأشياء مثل الطهي أو التدفئة، أدى إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير، مما أفاد جودة الهواء.

وعلى الرغم من التقدم التي أحرزته الصين، كما يقول ليو لصحيفة جلوبال تايمز، لكن توجد حاجة إلى بذل جهود متواصلة مع التحسين المستمر للسياسات والتدابير وتطويرها، وذكر ليو أنه في حين أن الظواهر الجوية المتطرفة مثل ظاهرة النينيو يمكن أن تؤثر على جودة الهواء، فإن الحكومة الصينية لديها إطار قانوني لمعالجة مثل هذا الوضع.

سنوات من الخبرة البيئية

عبر سنوات تراكم لدى مركز المراقبة البيئية وإدارة الأرصاد الجوية في الصين الخبرة في التنبؤ بحدوث أحداث التلوث ومدتها وتوقفها، فضلًا عن التوصية بالتدابير المناسبة، عندما تتنبأ وكالات الأرصاد الجوية بحدوث تلوث شديد وشيك، تتمتع الحكومة بسلطة تنفيذ مجموعة من التدابير، بما في ذلك وقف حركة المرور والأنشطة الصناعية والحد من الانبعاثات الصناعية. هذه المعلومات متاحة للعامة، مما يضمن الاستجابة السريعة عند وقوع أحداث التلوث.

لا يعد القضاء التام على تلوث الهواء ممكنًا، لكن تم وضع تدابير استجابة موحدة لتمكين العمل السريع في أوقات الأزمات، وتحقق هذه التدابير توازنًا بين ضمان التدفئة الآمنة للجمهور وتقليل التأثير الاقتصادي للتلوث على الصناعات، وقال ليو إن كل هذه الإجراءات يتم تنفيذها وفقًا للوائح القانونية المعمول بها.

وجدت دراسة أجرتها جامعة شيكاغو أنه على الرغم من التحدي الهائل المتمثل في تخفيف تلوث الهواء على نطاق عالمي، فقد حققت الصين نجاحًا ملحوظًا من خلال خفض التلوث بنسبة 42.3 في المئة منذ عام 2013، وقد بدأ هذا التقدم في العام الذي سبق إطلاق البلاد “حربًا” شاملة ضد التلوث”، وفقًا لما ذكرته لأخبار “يو شيكاجو” في 30 أغسطس.

ونتيجة لهذه التحسينات الكبيرة، تشير التقديرات إلى أن يتوقع زيادة متوسط عمر المواطن الصيني العادي بنحو 2.2 سنة، على افتراض استمرار استدامة هذا الانخفاض في التلوث. يُذكر أن متوسط ​​العمر المتوقع الحالي للصينيين هو 78.587 سنة.

الصين تتعلم الدرس 

في عام 2013، ضربت الصين حالات الضباب الدخاني بشكل متكرر، وغالبًا ما كانت المدن مغطاة بالضباب الدخاني الكثيف باللونين الأصفر والرمادي.

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، جاء 60.5 في المائة من استهلاك الطاقة المتزايد حديثًا من الطاقة النظيفة، مما يمثل قفزة كبيرة، وحاليًا تفتخر الصين بأعلى قدرة مركبة في العالم للطاقة الكهرومائية والطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح، وفقًا لليو.

وتم التخلص التدريجي من أكثر من 400 ألف غلاية تعمل بالفحم، مما أدى إلى انخفاض تراكمي قدره 300 مليون طن متري من الفحم من خلال التحول إلى الطاقة النظيفة وإغلاق الغلايات على مدى العقد الماضي، بالإضافة إلى ذلك، انخفض استخدام الفحم في بكين من 30 مليون طن متري إلى مليون طن فقط خلال نفس الفترة.

وفي المناطق الريفية، قامت 37 مليون أسرة بالتحول من الفحم إلى الطاقة النظيفة للتدفئة والطهي، مما أدى تاريخياً إلى القضاء على استخدام الفحم في هذه الأسر، كما تخلصت الصين تدريجيًا من 30 مليون مركبة قديمة. 

وبحلول عام 2022، وصل عدد السيارات الكهربائية إلى 13 مليون نسمة، لتحتل المرتبة الأولى في العالم، وتمثل 50 في المائة من الإجمالي العالمي، أصبحت معالجة تلوث الهواء قوة دافعة رئيسية وراء اعتماد السيارات الكهربائية، وخاصة في وسائل النقل العام، مثل الحافلات وسيارات الأجرة وشاحنات القمامة وعربات البريد.