صرح الرئيس الصيني، شي جين بينج، إن الصين لم تدخر جهدًا في دفع الاستعدادات لدورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشر، وذلك خلال مأدبة ترحيب ظهر اليوم السبت، في مدينة هانغتشو بماطعة تشجيانع بشرقي الصين، ورحب بينج ترحيبًا حارًا بالشخصيات الدولية التي حضرت حفل افتتاح الدورة.
من المقرر أن تشهد دورة الألعاب الآسيوية حفل افتتاح رائع ليلة السبت، وبحسب تصريحات بينج فإن الدورة لن تكون حدثًا رياضيًا كبيرًا فحسب، بل ستكون أيضًا مكانًا دبلوماسيًا مهمًا للصين لنقل رسالتها الودية والحازمة إلى العالم، وأشار المحللون الصينيون إلى أن ذلك سيضيف قوة دافعة للسلام والاستقرار العالميين.
وحتى وقت كتابة المقالة، التقى شي مع الزعماء الأجانب الزائرين، بمن فيهم ملك كمبوديا، نورودوم سيهاموني، ورئيس وزراء تيمور الشرقية، زانانا جوسماو، يوم السبت والرئيس السوري، بشار الأسد، وولي عهد الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر آل خليفة.
تعزيز السلام من خلال الرياضة
شدد بينج على أن الألعاب الآسيوية تحمل تطلعات الشعوب الآسيوية للسلام والتضامن والشمول، بينما دعا إلى بذل الجهود لتعزيز السلام من خلال الرياضة وتحويل آسيا إلى مرساة للسلام العالمي، كما أكد على ضرورة التزام الدول الآسيوية بحسن الجوار والمنفعة المتبادلة، ورفض عقلية الحرب الباردة والمواجهة القائمة على المعسكرات.
وقال بينج خلال المأدبة، إن الدول الآسيوية، باعتبارها أعضاء في مجتمع مصير مشترك، يجب أن تلتزم بحسن الجوار والمنفعة المتبادلة، وترفض عقلية الحرب الباردة والمواجهة القائمة على المعسكرات، وتجعل آسيا مرساة للسلام العالمي.
بالنظر إلى جميع أنحاء العالم، فإن آسيا هي بلا شك المنطقة الأكثر حيوية وازدهارًا واستقرارًا على مستوى العالم، الأمر الذي يجلب الآمال للعالم، بحسب ما قال لي هايدونغ، الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، لصحيفة جلوبال تايمز، مُضيفًا أن آسيا قد وضعت المعيار والمثال للسلام العالمي والشمولية.
وعلّق محللون أنه على الرغم من عدم ذكر بينج لاسم الولايات المتحدة، يجب على دول آسيا أن تظل يقظة ضد القوى الخارجية التي تمثلها الولايات المتحدة وتحالفها في التفكير وممارسة المواجهة الشديدة، لأنها من شأنها أن تخلق أزمة هائلة في آسيا وتهدد الاستقرار الإقليمي كما ثبت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحذر محللون صينيون من ذلك في أفغانستان وأوكرانيا.
وقال شي إن دورة الألعاب الآسيوية الـ19 من المقرر أن تسجل أرقامًا قياسية جديدة للمشاركة وعدد الأحداث، وهو ما يظهر ترقب الشعب الآسيوي الكبير ودعمه القوي للألعاب.
وقال تشن وي تشيانغ، الأمين التنفيذي للجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية في هانغتشو (HAGOC) والمتحدث الرئيسي باسم الألعاب، خلال المؤتمر الصحفي يوم الجمعة، إن دورة ألعاب هانغتشو الآسيوية هي الأكبر على الإطلاق، وتتمتع بأكبر عدد من الأحداث وأوسع تغطية في التاريخ، ويشارك حوالي 12500 رياضي من 45 دولة ومنطقة في دورة هانغتشو الآسيوية، وهو رقم قياسي في تاريخ الألعاب الآسيوية.
الفرص التاريخية
وبينما تواجه البشرية تحديات عالمية غير مسبوقة، يتعين على الشعوب الآسيوية اغتنام الفرص التاريخية والعمل معا لمعالجة هذه التحديات، ودعا شي إلى تعزيز السلام والتضامن والشمول من خلال الرياضة.
وفيما يتعلق بالتضامن، قال بينج إنه في الوقت الذي تواجه فيه البشرية تحديات عالمية غير مسبوقة، يتعين على الشعوب الآسيوية اغتنام الفرص التاريخية والعمل معا لمواجهة هذه التحديات؛ حتى تتمكن آسيا من الشروع في طريق أوسع للتنمية المشتركة والانفتاح والتكامل.
وفيما يتعلق بالشمولية، قال بينج إن الألعاب الآسيوية، مع العديد من الأحداث الرياضية الفريدة في آسيا، توفر مسرحًا تثري فيه الرياضة والثقافات بعضها البعض، وتظهر بوضوح كيف تتعلم الثقافات الآسيوية من بعضها البعض.
وشدد على الجهود الرامية إلى تعزيز الشمولية من خلال الرياضة، وتعزيز الثقة في الحضارات الآسيوية، ودعم التواصل والتعلم المتبادل، وإضافة مجد جديد للحضارات الآسيوية، كما تمنى للضيوف قضاء وقت لا ينسى في مقاطعة تشجيانغ وذكريات جميلة خلال الألعاب.