الصين نيبال

شي يلتقي رئيس وزراء نيبال في إطار تنمية العلاقات الودية

أعرب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، عن تقديره لالتزام رئيس وزراء نيبال، بوشبا كمال داهال براشاندا، بتعزيز تنمية العلاقات الودية مع الصين، وذلك على هامش دورة الألعاب الآسيوية الـ19 في هانغتشو.

قال شي إن هذه هي زيارته الأولى للصين بعد فترة ولايته الثالثة كرئيس لوزراء نيبال، مؤكدًا على ثقته في تحقيق تلك الزيارة نتائج مثمرة، كما أنها ستوفر قوة دافعة جديدة للعلاقات الودية والتعاونية بين البلدين.

وقال شي إن الصين تولي أهمية كبيرة للعلاقات بين الصين ونيبال، وترغب في تعزيز تضافر استراتيجيتها التنموية مع نيبال، وتعميق التعاون العملي في مختلف المجالات، وتعزيز تبادل الخبرات في الحوكمة، وتعزيز التقدم الجديد في العلاقات بين الصين ونيبال.

تعاون ملموس 

شار الخبراء إلى أن زيارة براشاندا للصين ستعزز الصداقة بين الصين ونيبال، وسيحقق الجانبان تعاونًا ملموسًا في عدد من المجالات؛ بما في ذلك بناء الطاقة الكهرومائية والتبادلات الشعبية في إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.

وقال بعض الخبراء إن الموقف الدبلوماسي لنيبال، باعتبارها دولة تقع بين الهند والصين، هو الحفاظ على التوازن بين البلدين، لكن عليها أن تأخذ في الاعتبار حقيقة أن الهند تعتبر جنوب آسيا مجال نفوذ لها، ولا يمكنها معاملة نيبال على قدم المساواة.  

علّق لونغ شينغ تشون، الأستاذ في كلية العلاقات الدولية بجامعة سيتشوان للدراسات الدولية، لصحيفة جلوبال تايمز “بسبب تلك المخاوف، تسعى نيبال إلى تعزيز علاقاتها مع الصين لموازنة نفوذ الهند، ولكن على عكس الهند، لا تطلب الصين من نيبال الانحياز إلى جانب الصين والهند، فالصين تعامل نيبال على قدم المساواة، وهو ما لا تفعله الهند”. 

وقال ماو نينغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي يوم الخميس، إن رئيس الوزراء براشاندا يقوم بزيارة رسمية للصين في الفترة من السبت إلى 30 سبتمبر، وقد زار براشاندا الصين عدة مرات وقدم مساهمات مهمة في نمو الصين خلال الزيارة، وبعد الاجتماع مع الرئيس شي، سيعقد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ وكبير المشرعين الصينيين تشاو له جي محادثات ويلتقيان به على التوالي، وقال ماو إن الجانبين سيتبادلان وجهات النظر بشكل متعمق حول تعميق الصداقة التقليدية، وتوسيع التعاون متبادل المنفعة والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

“القطار السريع للتنمية” 

وقال تشيان فنغ، مدير قسم الأبحاث في معهد الإستراتيجية الوطنية بجامعة تسينغهوا، إن “الزيارة هي أيضًا الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء نيبال منذ ثلاث سنوات من جائحة كوفيد-19، مما يمثل دفعة قوية للعلاقات الثنائية”. 

وأشار تشيان إلى أن الزيارة أظهرت أيضًا رغبة نيبال في ركوب “القطار السريع” للتنمية في الصين، حيث تكثف نيبال جهودها لتعزيز اقتصادها بعد الوباء، وقال الخبير إنه من المتوقع أن يحقق الجانبان نتائج تعاون مثمرة في مجالات مثل بناء الطاقة الكهرومائية وبناء البنية التحتية والتعاون البيئي وكذلك التبادلات البشرية.

وقال لونغ إن “إمكانات التعاون بين الصين ونيبال هائلة، ولا سيما من خلال مبادرة الحزام والطريق وبناء خط السكة الحديد بين الصين ونيبال، يمكن للصين أن تقدم لنيبال المزيد من الاستثمارات والتحويلات الصناعية أكثر مما تستطيع الهند، وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي في نيبال”.

وقبل زيارة رئيس الوزراء النيبالي للصين، تم استيراد 15 طنًا من مسحوق الكركم من فيتنام، ونقلها إلى العاصمة النيبالية كاتماندو عبر ميناء تيانجين في شمال الصين ونقطة تشانغمو-تاتوباني الحدودية، وهي خطوة تمثل “فجر عصر جديد” في العلاقات التجارية الثنائية.

وقال مادو كومار ماراسيني، سكرتير وزارة الصناعة والتجارة والإمدادات النيبالية، في حفل الافتتاح: “إن ذلك يدل على بداية رحلة تحويلية نحو تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التجارة والرخاء المشترك”.

وقال ماراسيني إن ترتيبات العبور “توفر لنا طريقًا تجاريًا بديلًا حاسمًا وتنويع خياراتنا التجارية، مما يقلل من اعتمادنا على طريق عبور واحد”.

وأشار تشيان إلى أن “نيبال هي أيضًا مستفيدة من مبادرة الحزام والطريق، التي أصبحت نيبال من خلالها مرتبطة بريا من دولة حبيسة”.

مطار بوخارا الدولي.. “رمز للتعاون” 

يعد مطار بوخارا الدولي، الذي ساعدت الحكومة الصينية في بنائه في نيبال، مثالًا نموذجيًا، بدأ المشروع في يوليو 2017، وقدمت الصين قرضًا ميسرًا لنيبال لهذا المشروع، الأمر الذي لم يخلق نموذجًا جديدًا للتعاون التنموي بين البلدين فحسب، بل ضمن أيضًا التنفيذ السلس للمشروع بشكل فعال.

وفي الأول من يناير من هذا العام، تم افتتاح المطار، وخلال الحفل، قال وانغ شين، المستشار بالسفارة الصينية في نيبال، إن المطار الجديد أصبح رمزًا للصين ونيبال لبناء مبادرة الحزام والطريق معًا.

المطار الجديد ليس مجرد مركز للطيران يسهل حركة الأشخاص بين نيبال والصين ودول أخرى في العالم، ولكنه أيضًا مشروع صداقة يشهد على الحب الحقيقي والصداقة والمساعدة المتبادلة بين الصين ونيبال، وقد أصبح بمثابة مطار جديد، وأشار وانغ إلى ممارسة حية وشهادة قوية لبناء مجتمع صيني-نيبالي ذي مستقبل مشترك، وتحقيق التنمية المشتركة والرخاء جنبا إلى جنب.

وإلى جانب الهند، ظلت الولايات المتحدة تحاول تعزيز علاقاتها مع نيبال في الأعوام الأخيرة، وخاصة من خلال برنامج مؤسسة تحدي الألفية، لكن بعض الخبراء قالوا إن المشاركة الأمريكية في نيبال انتهازية، وتهدف بشكل أساسي إلى احتواء الصين، وليس التزامًا طويل الأمد تجاه الدولة الواقعة في جنوب آسيا.