على مدار ليلة كامل انتظر أكثر من 300 ألف زائر في ميدان تيان آن مين في بكين، أشعة الشمس الأولى في السادسة صباحًا، حتى يشهدوا لحظة مهيبة مع رفع العلم الأحمر ذو الخمسة نجوم، بمناسبة الذكرى الـ 74 لميلاد جمهورية الصين الشعبية، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون المركزية الصينية يوم الأحد.
استعد الجميع لهذه اللحظات الفريدة، فقد تم تزيين الساحة بسلة زهور عملاقة وضعت في وسطها، مما خلق أجواء احتفالية وحيوية حيث وقفت العائلات والأصدقاء أمامها لالتقاط لحظات لا تنسى، وكان قد وصل العديد من الزوار في الثامنة مساء من اليوم السابق، لحجز مكان جيد لرؤية مراسم رفع العلم.
وخلال الليلة قام الزوار بالتلويح بأعلام حمراء صغيرة في أيديهم، في حين كان آخرون يحملون ملصقات “أنا أحبك يا الصين” على وجوههم، وكان الجميع يشعرون بمحبة وعاطفة شديدة تجاه الاحتفال السنوي بعيد ميلاد وطنهم الأم.
في الساعة 6:05 من صباح يوم الأحد، انطلق نداء البوق للاحتفال برفع العلم، وصمت الجمهور، بينما رفع المتفرجون هواتفهم وكاميراتهم باتجاه حارس العلم، حين قيلت “تقدم للأمام”، قام حارس العلم بالسير في خطوات قوية عبر القوس المركزي لبوابة تيان آن من وفوق جسر جينشوي، وهتف عاليًا “تحية للعلم!”، فيما كانت كل أعين الحضور مثبتة على العلم الوطني المرتفع، وفي الوقت ذاته كانت مقطوعات “مسيرة المتطوعين” المهيبة يتم عزفها.
من بين الحضور كان ليو شينج، طالب في المدرسة الابتدائية من مدينة زيبو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين، واقفًا برفقة والدته في الصف الأمامي من الحشد، كان يرتدي وشاحًا أحمرًا حول رقبته “أخبرنا معلمي في الفصل أن الوشاح الأحمر هو ركن من أركان علمنا الوطني”، لمعت عيون ليو وهو يقول بحماس.
في السنوات الأخيرة، أصبح الانتظار طوال الليل لمشاهدة مراسم رفع العلم في ميدان تيان آن من وسيلة شعبية للاحتفال باليوم الوطني للصين لدى الشباب، بالنسبة لهم، أصبحت هذه وسيلة خاصة للتواصل و”الرومانسية الفريدة التي تخصنا حصريًا نحن الصينيين”، قالها أحدهم.
وخارج البر الرئيسي الصيني، كانت السكان في مناطق أخرى يحتفلون أيضًا، حيث نظمت منطقتا هونغ كونغ وماكاو الإداريتان الخاصتان سلسلة من الأحداث للاحتفال؛ بما في ذلك مراسم رفع العلم والمآدب الكبرى والعروض الفنية وعروض الألعاب النارية.