كذّب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية التقرير الصادر عن نظيرتها الأمريكية، الذي ادعى استثمار الصين مليارات الدولارات في نشر معلومات مضللة على مستوى العالم، حيث قال إن شعوب العالم ترى جيدًا محاولات الولايات المتحدة القبيحة، وأنها تُثبت مرارًا وتكرارًا كونها “إمبراطورية الأكاذيب”.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية التقرير نفسه أنه عبارة عن “معلومات مضللة”، ويتهم التقرير الأمريكي الذي يحمل عنوان “كيف تسعى جمهورية الصين الشعبية إلى إعادة تشكيل بيئة المعلومات العالمية؟” الصين بالتلاعب بالمعلومات في محاولة لتحقيق الهيمنة على المعلومات العالمية، وأكد التقرير على أن التلاعب بالمعلومات الذي تقوم به الصين يمثل تحديًا لسلامة فضاء المعلومات العالمي.
سلاح المعلومات
وردًا على التقرير، قال المتحدث إن التقرير في حد ذاته معلومات مضللة لأنه يشوه الحقائق والحقيقة، والواقع أن الولايات المتحدة هي التي اخترعت تحويل فضاء المعلومات العالمي إلى سلاح، وأوضح المتحدث أن المركز المعنيّ في وزارة الخارجية الأمريكية الذي أعدّ التقرير متورط في الدعاية والتسلل باسم “المشاركة العالمية”، وقال إنها مصدر للتضليل ومركز قيادة “حرب التصورات”.
وسرد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألاعيب التي قامت بها الولايات سابقًا؛ كدليل على شن حروب عدوانية في العراق وسوريا في وقت سابق من هذا القرن، من عملية الطائر المحاكي التي تضمنت رشوة وسائل الإعلام والتلاعب بها لأغراض دعائية في حقبة الحرب الباردة، إلى قارورة مسحوق أبيض وفيديو مسرحي لـ “الخوذ البيضاء”، وصولًا إلى الكذبة التي تم اختلاقها لتشويه سياسة الصين في شينجيانغ، بحسب المتحدث.
وفي معرض حديثه قال المتحدث أن البعض في الولايات المتحدة، مثل السيناتور راند بول، اعترفوا بأن حكومة الولايات المتحدة هي أكبر مروج للمعلومات المضللة في تاريخ العالم، وأكمل بقوله إن آخرين في الولايات المتحدة قد يظنون أنهم قادرون على تحقيق النصر في حرب المعلومات طالما أنهم ينشرون ما يكفي من الأكاذيب، مؤكدًا على أن شعوب العالم ليست عمياء.
وعلّق لي هايدونغ، الأستاذ في كلية الشؤون الخارجية الصينية على ما جرى، وقال لصحيفة جلوبال تايمز إن رد الصين كشف عن السرد المشوه للولايات المتحدة، وكشف بشكل كامل عن استخدامها لهذا التقرير كعنصر حاسم في محاولة تشكيل الرأي العام والإجماع الدولي في منافستها الاستراتيجية مع الصين.
وقال لي إن تصريحات المتحدث كشفت عن النوايا الخبيثة والطبيعة الخادعة لواشنطن، مما ساهم في فهم أوضح وأكثر شمولًا داخل المجتمع الدولي لممارسات الولايات المتحدة عديمة الضمير في سياستها تجاه الصين “وهذا يتضمن تاريخ الولايات المتحدة الطويل من النفاق والخداع وعدم الاتساق في أقوالها وأفعالها”.
ويرى لي أن ما حدث جزء من استراتيجية الاحتواء الأمريكية، ومحاولة الأمريكان شن حرب معلوماتية ضد الصين، بهدف خلق صورة “شريرة” للصين في ساحة الرأي العام الدولي.