🇨🇽 آسيــا و الهادي الولايات المتحدة الامريكية كاليفورنيا

خبراء يؤكدون على لعب زيارة حاكم ولاية كاليفورنيا دورًا إيجابيًا في العلاقات الأمريكية الصينية

سيصل حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إلى الصين، يوم الإثنين القادم، في رحلة تستغرق أسبوعًا، سيركز خلالها على تغير المناخ والتنمية الاقتصادية الثنائية، وسيعقد أيضًا اجتماع قادة أبيك القادم، الذي من المتوقع أن يلعب دورًا إيجابيًا في العلاقات الأمريكية الصينية.

ذكرت رويترز نقلًاعن مكتب حاكم الولاية أن نيوسوم يهدف إلى مناقشة التعاون المناخي وتعزيز التنمية الاقتصادية الثنائية والسياحة وتشجيع التبادلات الثقافية، وستتضمن الرحلة زيارات لعدد من المدن والمناطق، بما في ذلك بكين وشانغهاي وجيانغسو بشرق الصين ومقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين ومنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. 

ومن المتوقع أن يوقع نيوسوم مذكرة تفاهم جديدة مع قوانغدونغ بشأن قضايا المناخ، وسيجتمع أيضًا مع القادة الإقليميين لمناقشة التحول نحو السيارات الكهربائية والنقل العام، وفقًا لتقرير وسائل الإعلام، وسيوقع أيضًا مذكرات تفاهم إضافية في بكين تهدف إلى تعزيز التعاون المناخي بين الجانبين.

وقالت إذاعة صوت أمريكا إنه من المتوقع أيضًا أن يزور المسؤول الأمريكي، الملقب بـ”البديل الأعلى” للرئيس الأمريكي جو باين، مصنع تيسلا في شنغهاي، وذكرت الإذاعة أن جهوده لاستئناف التبادلات مع الصين مبنية على علاقة كاليفورنيا الوثيقة المستمرة منذ 15 عامًا مع بكين بشأن قضايا التجارة والمناخ. 

تعزيز التبادلات الشعبية والمحلية 

كاليفورنيا ليست فقط أكبر ولاية اقتصادية وأكثر الولايات اكتظاظًا بالسكان في الولايات المتحدة، ولكنها أيضًا معقل للحزب الديمقراطي، وقال لو شيانغ، زميل باحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الثلاثاء، إن نيوسوم، باعتباره شخصية ذات أهمية متزايدة داخل الحزب، يمكنه مناقشة القضايا ذات الصلة مع الصين بطريقة مؤلفة نسبيًا، ولا يحتاج إلى التفكير في الانتخابات. 

وقال لو: “سواء كان الأمر يتعلق بانتخاباته الشخصية داخل الولاية أو أداء كاليفورنيا ككل في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، فلا توجد مخاوف في هذه المجالات، لذلك سيكون أكثر ارتياحًا”. 

وأشار بعض الخبراء الصينيين إلى أن تركيز زيارة نيوسوم للصين ينصب بوضوح على سد الفجوات وتسهيل قنوات الاتصال غير المثالية بين واشنطن وبكين، بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بينه وبين بايدن.

قال لي هايدونغ، الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية: “ما يُميّز نيوسوم هو أنه حاكم وليس مسؤولًا في الحكومة الفيدرالية، مما يجعل زيارته للصين ذات أهمية خاصة في تعزيز التواصل في مختلف المجالات بين الحكومات الأمريكية المحلية والصين”، وأضاف لي “إنه تجسيد واضح لما نشير إليه غالبًا على أنه تعزيز التبادلات المحلية والشعبية بين الصين والولايات المتحدة”، مُشيرًا إلى أن تعزيز العلاقات على المستوى الشعبي والمستويات المحلية هو نهج أساسي لتحقيق الاستقرار وتحسين العلاقات الصينية الأمريكية. 

وقال ماو نينغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في مؤتمر صحفي يوم الخميس، إن الصين ترحب بالحاكم نيوسوم والوفد المرافق له في الصين، وتأمل أن تسفر الزيارة عن نتائج جيدة وتعزز التبادلات والتعاون بين كاليفورنيا والصين. 

منعطف حرج 

تشجع الصين التفاعلات بين الصينيين والأمريكيين من كافة مناحي الحياة، كما تُدعّم الجهود على المستوى المحلي لتوسيع التبادلات والتعاون في مجالات؛ مثل الاقتصاد والتجارة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والثقافة والشباب، من أجل تحقيق المزيد من الفوائد للجانبين، وقال ماو إن الصين وأمريكا تضخان المزيد من الطاقة الإيجابية في العلاقات الصينية الأمريكية. 

تأتي رحلة نيوسوم في أعقاب الزيارات الأخيرة للصين التي قام بها عدد من مسؤولي إدارة بايدن؛ بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين، ووزيرة التجارة جينا ريموندو وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر.

تمر اليوم العلاقات الصينية الأميركية بمنعطف حرج آخر، حيث قال نائب وزير الخارجية الصيني، ما تشاو شيوي، خلال مراسم تدشين حفل إطلاق اسم جورج بوش الأب وباربرا بوش على مقر إقامة السفير الأمريكي في بكين يوم الجمعة إنه يتعين على الجانبين التصرف بإحساس بالمسؤولية تجاه التاريخ والعالم وشعبيهما. 

وأضاف أنه من خلال التركيز على المصالح المشتركة، وإظهار الشجاعة السياسية، وإظهار الحكمة السياسية، نحتاج إلى إدارة الخلافات بشكل صحيح، وتوسيع التعاون متبادل المنفعة، وتعزيز الصداقة بين الشعبين، وإعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى المسار الصحيح للتنمية. 

وعقّب لو بقوله “نيوسوم هو الزعيم الإقليمي للولاية التي سيعقد فيها الاجتماع القادم لقادة أبيك، لذا قد يطرح بعض التوقعات نيابة عن قادة الولايات المتحدة بطريقة غير رسمية”. 

وأكد لو على أن جوهر قضية تغير المناخ هو مشكلة تكنولوجية واقتصادية، بما في ذلك إيجاد فرص جديدة في مجال الطاقة والتكنولوجيات الجديدة، وأكمل قائلًا إن نيوسوم بصفته الحاكم يتحمل مسؤولية توسيع سوق التصدير في كاليفورنيا، ليس فقط في مجال التكنولوجيا، لكن أيضًا في مجال الزراعة. 

وقال لي إن “دبلوماسية الصين تجاه الولايات المتحدة أكدت منذ فترة طويلة على تعدد الأبعاد، والتي تشمل مجالات ومستويات مختلفة”، مُضيفًا “عندما تواجه الاتصالات والتبادلات على المستوى الفيدرالي أو الحكومي تحديات، فإن الزيارات التي تقوم بها المحليات أو المقاطعات أو المجموعات غير الحكومية الأمريكية إلى الصين تكون بمثابة شبكة أمان للعلاقات الأمريكية الصينية، مما يضمن أساسًا لاستقرار العلاقات الثنائية”.