يعقد الجيش الصيني مناورة عسكرية مشتركة مع خمس دول في جنوب شرق آسيا هذا الشهر، حيث يقول الخبراء يوم الأحد إن هذه الخطوة تساعد على حماية السلام والاستقرار الإقليميين، وسط استفزازات متكررة من قبل الفلبين بشأن الجزر الصينية والشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي.
وسيستضيف الجيش الصيني جيوشًا من كمبوديا ولاوس وماليزيا وتايلاند وفيتنام في مدينة تشانجيانغ بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين في الفترة من منتصف نوفمبر إلى أواخر نوفمبر للمشاركة في تدريبات أمان يويي-2023 (أي السلام والصداقة-2023) المتعددة الأطراف، حسبما ذكرت وزارة الدفاع الصينية في بيان صحفي، اليوم الأحد.
تحت شعار مكافحة الإرهاب والعمليات العسكرية المشتركة لحماية الأمن البحري، تم تقسيم التدريب إلى جزء بري وجزء بحري، وتنظيم فرق لإجراء تدريب مشترك وتدريبات القيادة المشتركة وتدريبات القوة الفعلية على مكافحة الإرهاب والقرصنة، كما جاء في البيان الصحفي.
وقالت وزارة الدفاع الصينية إن الهدف من التدريب هو تعزيز القدرات العملياتية للمشاركين في مكافحة الإرهاب في المناطق الحضرية وكذلك مكافحة الإرهاب البحري ومكافحة القرصنة، ومواصلة تعميق الثقة العسكرية المتبادلة والتعاون العملي، وحماية السلام والاستقرار الإقليميين بشكل مشترك.
وأضافت أن القوات الصينية المشاركة تأتي بشكل رئيسي من قيادة المسرح الجنوبي لجيش التحرير الشعبي الصيني، وتشمل القوات الأجنبية المشاركة مفارز برية وسفن سطحية.
وقال تشانج جون شيه، الخبير العسكري الصيني، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الأحد إن التدريبات تظهر الثقة المتبادلة والإرادة المشتركة للدول المشاركة في حماية السلام والاستقرار الإقليميين.
وقال تشانج إن بحر الصين الجنوبي هو أحد أكثر المناطق الموبوءة بالقراصنة في العالم، مما يجعل القرصنة تهديدًا مشتركًا تواجهه جميع دول المنطقة، ولهذا السبب ستركز التدريبات على مكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة.
وأشار مراقبون إلى أن التدريبات تأتي في وقت قامت فيه الفلبين باستفزازات متكررة منذ أغسطس الماضي ضد الصين فيما يتعلق بالجزر والشعاب المرجانية الصينية في بحر الصين الجنوبي.
وقال تشانج إن بعض الدول المشاركة في مناورات أمان يويي-2023 لديها أيضًا نزاعات بحرية في بحر الصين الجنوبي، لكنها اختارت النهج الصحيح، وهو عدم السماح للنزاعات بالتأثير على الصداقة والتعاون وحماية السلام والاستقرار الإقليميين بشكل مشترك.
قال الخبير العسكري سونج تشونج بينج لصحيفة جلوبال تايمز يوم الأحد إنه في ظل تحريض من الولايات المتحدة، لا تلعب الفلبين دورًا إيجابيًا في المفاوضات الخاصة بمدونة قواعد السلوك (COC) في بحر الصين الجنوبي، مما يثير حالة من عدم اليقين في المنطقة.
وقال سونج إن أعضاء آسيان الآخرين يدركون أنه يجب ألا تكون هناك فوضى في بحر الصين الجنوبي حتى تتطور الآسيان، مُضيفًا “الولايات المتحدة، كدولة من خارج المنطقة، لا تريد التوقيع على مدونة قواعد السلوك أو بحر الصين الجنوبي السلمي، ويجب رفض مثل هذا التدخل الخارجي”.
وقال الخبراء إنه من المهم أيضًا بالنسبة لأعضاء الآسيان الآخرين إقناع الفلبين بحماية المصالح المشتركة للآسيان.