سلطت السلطات الأمنية الصينية الضوء على حدود جديدة في الأمن القومي الخاصة بأمن الذكاء الاصطناعي (AI) يوم الخميس، مُحذّرة من مخاطرها الخفية التي يمكن أن تُغير بشكل عميق مشهد الأمن القومي الحالي في الصين في المستقبل القريب.
على الرغم من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تمثلها “شات جي بي تي” قد تقدمت بسرعة منذ عام 2023، مما خلق فرصًا هائلة من خلال استخدامها على نطاق واسع في التمويل والرعاية الصحية والنقل والتصنيع، إلا أنها يمكن أن تزيد من مخاطر سرقة البيانات والهجمات السيبرانية والأمن الاقتصادي و”تسميم البيانات” وفقًا لمقال نشرته وزارة أمن الدولة الصينية يوم الخميس.
وقالت وزارة أمن الدولة الصينية إن الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه لسرقة كميات كبيرة من المعلومات الحساسة، كما يمكن أن يساعد المتسللين على شن هجمات مستهدفة وسرية بسهولة ضد أهداف محددة في أي وقت وفي أي مكان، باعتبارها “بديلًا فعالًا” للعمل البشري إلى حد ما، حيث يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تؤثر على الأمن الاقتصادي الوطني، والضمان الاجتماعي، وحتى الأمن السياسي.
وأوضحت الوزارة أن “تسميم البيانات” يشير إلى حقن بيانات ضارة في مجموعات بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي لتعطيل التشغيل العادي لنماذج تحليل البيانات، مُستشهدة بمثال “تسميم البيانات” في أنظمة السيارات الذكية مما يؤدي إلى حوادث مرورية أو من خلال القنوات الإعلامية للتأثير سلبًا على المشاعر العامة.
وقالت وزارة أمن الدولة الصينية إن الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه في الأسلحة الفتاكة المستقلة (LAW)، مما يساعد على إخفاء أصل المهاجمين من خلال التعرف على الأهداف بشكل مستقل والعمليات الآلية عن بعد، ويمكنه أيضًا أن يجعل الأعمال العسكرية أكثر استهدافًا، والأهداف أكثر وضوحًا، كذلك نطاق الضربات أوسع من خلال ربط الشبكات وصناع القرار والمشغلين.
وشدّد مسؤولو الأمن القومي على ضرورة تعزيز التمكين التكنولوجي والرقمي لمواجهة المخاطر واغتنام المبادرة الاستراتيجية لتطوير الذكاء الاصطناعي.
وقالت إنه ينبغي إصدار قوانين ولوائح أكثر وضوحًا لضمان خصوصية الأفراد وأمن البيانات، وحث الشركات والأفراد العاملين في صناعة الذكاء الاصطناعي على تعزيز وعيهم الأمني بوعي. وشددت وزارة أمن الدولة الصينية أيضًا على التبادل الدولي للمعلومات والتعاون التكنولوجي.
وفي أواخر أكتوبر، أطلقت الصين المبادرة العالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي ، والتي تقدم نهجًا مفتوحًا وشاملًا وعادلًا لتطوير وأمن وحوكمة تقنيات وخدمات الذكاء الاصطناعي الناشئة.