علّق خبراء حول تصريحات السفير الياباني الجديد لدى الصين، كينجي كاناسوجي، عن مياه الصرف الصحي الملوثة نوويًا والمواطنين اليابانيين المحتجزين، قائلين إن تصريحاته تشير إلى عدم وجود نية لدى اليابان لتقديم تنازلات بشأن تلك القضايا، في الوقت ذاته لم تغلق اليابان قنوات الحوار بينها وبين الصين من أجل إمكانيات المنفعة المتبادلة.
وأكد كاناسوجي، في خطابه الافتتاحي المنشور على الموقع الإلكتروني لسفارة اليابان، وجود إمكانيات مختلفة للتعاون “فضلًا عن العديد من التحديات والمخاوف بين اليابان والصين، وفي مثل هذه الظروف، أعتقد أنه من مسؤوليتي المشاركة في حوار حول القضايا غير المحسومة والتعاون في الموضوعات المشتركة لتنفيذ سياسة الحكومة اليابانية ذات الصلة”.
وفي مؤتمر صحفي في السفارة اليابانية يوم الثلاثاء، قال الدبلوماسي البالغ من العمر 64 عامًا، إنه سيتفاوض “بإصرار” مع الصين لحل الخلاف الثنائي بشأن التخلص من محطة فوكوشيما النووية، وقد أفادت وكالة أنباء كيودو اليابانية أن اليابان تأمل في إجراء مشاورات خبراء حول هذه القضية في وقت مبكر.
وفيما يتعلق بجزر دياويو، ادّعى كاناسوجي أنه سيواصل شرح موقف طوكيو، كما أعرب عن التزامه بدعوة بكين إلى إطلاق سراح المواطنين اليابانيين المحتجزين بسرعة.
وتُظهر تصريحات كاناسوجي حفاظه على السياسات والمبادئ والمصالح الدبلوماسية الأساسية لليابان، حسبما ذكر دا تشي قانج، مدير معهد دراسات شمال شرق آسيا في أكاديمية العلوم الاجتماعية بمقاطعة هيلونججيانج، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الأربعاء.
وقال دا تشي إن ما قاله كاناسوجي في المؤتمر الصحفي، أعطى إشارة على إصرار اليابان للتفاوض مع الصين بشأن القضايا الاستراتيجية، بالإضافة إلى تنسيقها مع الكتلة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة لاحتواء الصين بشكل عام، كذلك العمل على استقرار العلاقات الثنائية لمنعها من الخروج عن نطاق السيطرة.
وقال ليو جيانج يونج، الأستاذ في معهد العلاقات الدولية الحديثة بجامعة تسينجهوا، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الأربعاء إن كلمات كاناسوجي الحادة بعد وصوله إلى بكين مباشرة، تعكس أنه ليس لديه خبرة كبيرة في التعامل مع الصين، لكنه يحتاج إلى المزيد من الخبرة “أن يتعلم كيفية أداء واجبه بشكل صحيح للوصول إلى علاقات “متبادلة المنفعة” التي اتفق عليها رئيسا البلدين في نوفمبر في سان فرانسيسكو”.
وقبل تعيينه سفيرًا جديدًا لدى الصين في أواخر أكتوبر، كان كاناسوجي سفيرًا لليابان لدى إندونيسيا، كما شغل سابقًا منصب النائب الأول لوزير الخارجية للشؤون الاقتصادية ورئيس مكتب شؤون آسيا والأوقيانوس.
وذكرت وسائل إعلام يابانية أن كاناسوجي هو أول مبعوث ياباني إلى بكين منذ عام 2016، وهو ليس عضوًا في “مدرسة الصين” التابعة لوزارة الخارجية اليابانية، وهي فصيل من الدبلوماسيين اليابانيين المدربين على اللغة الصينية.