حقق مؤتمر الاستثمار الصيني السعودي، الذي انعقد في بكين يوم الثلاثاء، نتائج مثمرة، حيث تعهد المسؤولون الحكوميون بتعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية القوية، ووقعت الشركات من الجانبين صفقات في قطاعات تتراوح من الطاقة النظيفة والزراعة إلى التكنولوجيا والرعاية الصحية.
عُقد هذا الحدث، الذي حضره حوالي 600 مشارك، بمناسبة الزيارة التي قام بها وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح للصين، التي استغرقت ستة أيام، في محاولة لتعزيز إمكانات التعاون مع الصين، أكبر شريك تجاري للمملكة منذ 2013.
قال فهد العمر، الرئيس التنفيذي لشركة جروهوم للخرسانة الجاهزة ومقرها المملكة العربية السعودية، لصحيفة جلوبال تايمز إنها وقعت عقدًا في هذا الحدث مع شركة الهندسة المدنية الصينية للإنشاءات، وتعقد توقعات جيدة للتعاون التجاري.
وقال العمر إن الاتفاقية، التي تبلغ قيمتها 1.3 مليار ريال سعودي (350 مليون دولار)، ستشهد بناء وتشغيل مصنع مسبق الصنع في المملكة العربية السعودية، وقال إن الشركة تخطط أيضًا لتقديم عطاءات على مشروع للسكك الحديدية في المملكة العربية السعودية بقيمة تزيد عن 20 مليار دولار، وأضاف “بفضل هذا الحدث، أتيحت لنا فرصة عظيمة للقاء شركات صينية مختلفة”.
وقام صالح الكثير، الرئيس التنفيذي للعمليات لمجموعة الكفاح، وهي شركة استثمارية مقرها في المملكة العربية السعودية، بزيارة الصين مع الوفد، وقال لصحيفة جلوبال تايمز إن الشركة تريد شراكات متينة مع الشركات الصينية، وأضاف “إننا نأمل في المزيد من الاستثمارات من الشركات الصينية للمساعدة في بناء المصانع في بلادنا”.
وبالإضافة إلى الاستثمار، تتمتع الشركات الصينية بالمهارات التقنية والقدرة الإنتاجية، التي يعتبرها من بين المزايا التنافسية التي تنوي شركته الاستفادة منها في بناء علاقات أوثق مع الصين والشركاء الصينيين.
يُعدّ التعاون بين الصين والسعودية مُكملًا لهما، فالصين تستورد الطاقة بشكل كبير، فيما تعتبر المملكة غنية بموارد النفط والغاز والمعادن، ومن ناحية أخرى تتمتع الصين بمستوى عالٍ من التصنيع المحلي، فالسعودية تعتمد على الصناعات المرتبطة بالطاقة.
وبلغت التجارة الثنائية 116 مليار دولار في عام 2022، بزيادة 32.9 في المائة على أساس سنوي، وفقًا للإدارة العامة للجمارك الصينية.
وقال نائب وزير التجارة الصيني، لي فاي، في افتتاح المؤتمر إن الاستثمار أرشد وساعد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والمملكة العربية السعودية، وعزز نتائج التعاون في المعالجة والتصنيع والاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة والسياحة، من بين مجالات أخرى.
ورحب الفالح خلال المؤتمر بالمزيد من الشركات الصينية للاستثمار في مجالات مثل التصنيع والتعدين والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا الرقمية والرعاية الصحية.
وتتخذ العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية اتجاهًا إيجابيًا، حيث تم التوقيع على اتفاقيات رئيسية في الأشهر الأخيرة.
أعلنت بورصة شنتشن الصينية للأوراق المالية يوم الاثنين أن بورصة شنتشن الصينية ومجموعة تداول السعودية، مشغل السوق المالية السعودية، اتفقتا على التعاون المالي في مجالات مختلفة ، بما في ذلك الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات والتكنولوجيا المالية والربط المحتمل للصناديق المتداولة في البورصة.
علاوة على ذلك، وقع بنك الشعب الصيني والبنك المركزي السعودي اتفاقية مبادلة العملة المحلية لمدة ثلاث سنوات بقيمة 50 مليار يوان (6.98 مليار دولار) أو 26 مليار ريال سعودي، وقال بنك الشعب الصيني يوم 20 نوفمبر إنه يمكن تمديدها باتفاق متبادل، مُوضحًا أن هذا الترتيب سيعزز التعاون المالي ويوسع استخدام العملتين ويعزز التجارة والاستثمار.
انعقد مؤتمر الاستثمار الصيني السعودي في بكين في 12 ديسمبر 2023. الصورة: بإذن من غرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الآلات والمنتجات الإلكترونية