🇨🇽 آسيــا و الهادي

رئيس الدولة الصيني يضع أسسًا قوية لتكامل إقليمي متقدم في اجتماع تعاون لانتسانج-ميكونج

حضر رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج، الاجتماع الرابع لقادة تعاون لانتسانج-ميكونج عبر رابط فيديو يوم الاثنين، بحضور قادة كمبوديا ولاوس وميانمار وتايلاند وفيتنام، الدول الخمس الأعضاء في الآسيان التي يمر عبر نهر ميكونج، ودعت الصين إلى تعميق تنمية التكامل الإقليمي والتعاون الأمني ​​للقضاء على الاحتيال في مجال الاتصالات بين الدول الست. 

وقد أعرب دبلوماسيون من دول جنوب شرق آسيا الخمس عن تقديرهم الكبير للتعاون مع الصين في السنوات الأخيرة، من حيث تقاسم موارد المياه في النهر والسيطرة على الفيضانات، مما أدى إلى تحسين معيشة الناس على طول النهر بشكل كبير، وقال الخبراء إنه في المرحلة المقبلة، سيوفر المركز المزيد من الفرص لتقنيات التكنولوجيا المتطورة، وستستفيد المنطقة بشكل أكبر من التعاون وتعزز الاستقرار الإقليمي.    

وشارك لي في رئاسة الاجتماع مع الزعيم الميانماري، مين أونج هلاينج، وحضر رئيس الوزراء الكمبودي، هون مانيه، ورئيس وزراء لاوس، سونيكساي سيفاندون، ورئيس الوزراء التايلاندي، سريثا ثافيسين، ورئيس الوزراء الفيتنامي، فام مينه تشينه، الاجتماع عبر رابط الفيديو، وفقًا للتلفزيون المركزي الصيني (CCTV).

وخلال الاجتماع، قدّم لي أربعة اقتراحات بشأن تعزيز تعاون لانتسانج-ميكونج، أولها كان تعميق التنمية لتعزيز التكامل والترابط، وتعزيز التعاون في الاقتصاد والتجارة والقدرة الإنتاجية والزراعة والتصنيع الذكي، أما ثاني الاقتراحات فكانت بشأن تعزيز التعاون الأخضر والاحترام الكامل للحقوق والمصالح المشروعة لجميع الدول في التنمية، والاستخدام المعقول للموارد المائية. 

واقترح الزعماء الخمس أيضًا تعزيز الحوكمة الأمنية واتخاذ إجراءات صارمة ضد الأنشطة الإجرامية مثل المقامرة عبر الإنترنت والاحتيال عبر الاتصالات، ذلك بالإضافة إلى تعميق التبادلات الشعبية والثقافية، وتسليط الضوء على نقاط جديدة في التعاون بين الشباب ومراكز الفكر والحكومات المحلية.

أعرب زعماء دول ميكونج الخمس عن شكرهم للصين على مساهمتها البارزة في تعزيز تعاون لانتسانج-ميكونج، وقالوا إنه يتعين على الدول الست تقاسم الفرص والتعامل مع التحديات معًا، والتخطيط بشكل مشترك للتنمية المستقبلية لتعاون لانتسانج-ميكونج، وتعزيز التعاون في مجال التنمية، وذكر تلفزيون الصين المركزي أن جميع المجالات لبناء حزام التنمية الاقتصادية لانتسانج-ميكونج، وبناء مجتمع المستقبل المشترك لدول لانتسانج-ميكونج.

تعد منطقة لانتسانج-ميكونج واحدة من المناطق التي تتمتع بأكبر إمكانات التنمية في آسيا وخارجها، ينبع النهر من هضبة تشينجهاي-شيزانج الصينية، حيث يخرج من يوشو بمقاطعة تشينجهاي، ويسمى في الصين نهر لانتسانج، وبعد أن يتدفق من مقاطعة يوننان، يطلق عليه اسم نهر ميكونج، فيما يمر عبر ميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام، يبلغ طوله 4880 كيلومترًا، كما يغطي مساحة 795 ألف كيلومتر مربع، ويطعم نحو 326 مليون شخص، وفقًا للموقع الرسمي لمركز “إل.إم.سي” الصيني.

إنجازات مثمرة 

صرح تشو تشي وي، الأمين العام لمركز لانتسانج-ميكونج للتعاون في مجال الموارد المائية، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الاثنين أنه منذ تنفيذ خطة العمل الخمسية للتعاون في موارد المياه في لانتسانج-ميكونج (2018-2022)، قامت سلطات الموارد في البلدان الستة الأعضاء بتنظيم وتنفيذ أكثر من 50 مشروعًا لكسب العيش يتعلق بالمياه. 

وقال تشو إن مشروع “الربيع الحلو في لانتسانج-ميكونج”  أنشأ إجمالي 62 نقطة تجريبية لتكنولوجيا إمدادات المياه الريفية، مما يوفر للسكان المحليين مياه شرب أكثر أمانًا، وكذلك عروض فنية للدول الأعضاء، وهناك مشروع آخر، يسمى خطة عمل تقييم سلامة السدود لدول لانسانج-ميكونج، أجرى عمليات تفتيش للسلامة وعروض توضيحية على السدود في لاوس، وتايلاند، وفيتنام، وأشار تشو إلى أنه تم تركيب أجنحة آمنة للسد لتقديم خدمة أفضل للناس.

دعمت الصين تنفيذ مشاريع المراقبة الهيدرولوجية، وأنشأت محطة مركزية و25 محطة مراقبة آلية في لاوس، وقال تشو لصحيفة جلوبال تايمز: “سيساعدنا ذلك على فهم الأنهار والبحيرات بشكل أفضل، والاستجابة بشكل أفضل لكوارث الفيضانات والجفاف”.

وفي الوقت نفسه، لفت تشو النظر إلى أن البلدان الستة تواجه تحديات كبيرة لتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وشدد على ضرورة العمل بشكل وثيق لتعزيز التعاون العملي في ظل توجيهات خطة العمل الخمسية للتعاون في موارد المياه في لانتسانج-ميكونج (2023-2027)، مُشيرًا إلى أهمية العمل في مختلف قضايا المياه وتغير المناخ للمساهمة في بناء مجتمع “ذي مستقبل مشترك من السلام والرخاء بين دول لانتسانج-ميكونج”.

الفائدة تعود على الجميع

جلبت مشاريع تعاون لانتسانج-ميكونج فوائد واسعة النطاق للصين وجيرانها، خاصة فيما يتعلق بموارد المياه والسيطرة على الفيضانات، أرسلت دول نهر الميكونج دبلوماسيين لزيارة مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين في وقت سابق من هذا الشهر، وأشاد الدبلوماسيون بشدة بالإنجازات التي حققها تعاون لانتسانج-ميكونج في السنوات الأخيرة، مُعربين عن أملهم في مزيد من التعاون.

وفي إطار مشاريع الصندوق الخاص لاتحاد ميانمار، تم تنفيذ تركيب أنظمة أوتوماتيكية لمراقبة مستوى المياه وهطول الأمطار في المناطق الحدودية في ميانمار على نهر ميكونج لمشروع نظام الإنذار المبكر بالفيضانات، واكتمل بنجاح في الفترة من يوليو 2020 إلى أبريل 2022. 

بناءً على نجاح هذا المشروع، ترغب ميانمار في التعاون مع الصين لقياس تدفق مجاري المياه لإدارة الموارد المائية والبحث في تأثير تغير المناخ على إدارة الموارد المائية في السنوات الخمس المقبلة، حسبما صرح وين ميات أونج، المستشار التعليمي بسفارة ميانمار في بكين، جاء ذلك في رحلة لانتسانج-ميكونج 2023، التي اختتمت في منتصف ديسمبر.

خلال الرحلة المشتركة إلى مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، التي جمعت دبلوماسيين وممثلين من كمبوديا ولاوس وميانمار وتايلاند وفيتنام، شوهد اهتمامًا كبيرًا من الدبلوماسيين الأجانب وثناء كبير حولى سدود الصين على المجرى العلوي لنهر ميكونج، وقد أعجب الممثلون برؤية كيف تحقق مشاريع الطاقة الكهرومائية فوائد عملية لدول المصب من خلال السيطرة على الفيضانات، إمدادات المياه، توليد الطاقة، والحماية البيئية.

وقال وانابول سانجيامسين، نائب القنصل العام في القنصلية العامة الملكية التايلاندية في كونمينج، خلال الزيارة: “شهدت تايلاند فوائد تعاون لانتسانج-ميكونج، ونتطلع إلى التعاون الوثيق مع زملاء لانكانج-ميكونج الآخرين نحو تحقيق مجتمع سلمي ذي مستقبل مشترك وتنمية مستدامة وازدهار”، وبعد اجتماع قادة تعاون لانتسانج ميكونج هذا العام، وستسلم ميانمار الرئاسة المشتركة لتعاون لانتسانج-ميكونج إلى تايلاند.

وأثنى سينجالات بوفا، السكرتير الثالث لسفارة جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية في بكين، على المساهمة النشطة من الدول الأعضاء، خاصة الصين، في تنمية ميكونج-لانكانج، لا سيما في عام 2021 عندما تم اعتماد العديد من المشاريع من قبل القادة الذين دعموا الصندوق الخاص ل”إل.إم.سي”، فيما أمل سينجالات إلى توفير المياه في السنوات المقبلة، كذلك زيادة المشروعات ذات الصلة. 

الاجتماع الرابع لقادة تعاون لانتسانغ-ميكونغ (شينخوا).