يستمر الطلب على الطاقة في الصين في الارتفاع، حيث تؤثر موجات البرد على أجزاء كثيرة من البلاد، وقال الخبراء إن إمدادات الطاقة في البلاد مضمونة، كما أن نقص الطاقة الذي شهدته البلاد في شتاء عام 2021 لن يتكرر مرة أخرى، بسبب اتخاذ تدابير متعددة لتحقيق الاستقرار في الإمدادات.
تلعب المصادر الجديدة للطاقة النظيفة دورًا متزايد الأهمية؛ بفضل دعم السياسات والتقدم التكنولوجي،
وشحنت شركة السكك الحديدية الصينية 178 مليون طن من الفحم في نوفمبر، بزيادة 3.2 في المائة على أساس سنوي، منها 130 مليون طن تم إرسالها إلى محطات الطاقة، بزيادة 0.6 في المائة، وفقًا للبيانات التي أرسلتها الشركة إلى صحيفة جلوبال تايمز يوم الأربعاء.
وقالت الشركة إنه حتى نهاية نوفمبر، كان لدى إجمالي 371 محطة كهرباء في المناطق التي تعمل فيها السكك الحديدية الصينية نحو 86.27 مليون طن من الفحم المخزن، وهو ما يكفي لإمدادات أكثر من 20 يومًا، وهو ما يعني مستوى مرتفع نسبيًا.
وقال لين بو تشيانج، مدير المركز الصيني لأبحاث اقتصاديات الطاقة بجامعة شيامن، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الأربعاء: “إمدادات الطاقة في البلاد هذا الشتاء مضمونة، ولن يتكرر نقص الطاقة الذي شهدناه خلال شتاء 2021 مرة أخرى”.
وقال لين إن إمدادات الطاقة في الصين لا تزال عند مستوى مرتفع نسبيًا، وكان هناك نمو ملحوظ في واردات الفحم، ووفقًا للبيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك، استوردت الصين 427 مليون طن من الفحم في الأحد عشر شهرًا الأولى من العام، بزيادة 62.8 بالمئة على أساس سنوي.
ووفقًا للين، ستحتفظ الطاقة التقليدية بدور مهيمن في إمدادات الطاقة في البلاد هذا الشتاء، لكن إمدادات الطاقة الجديدة ستصبح مكملًا هامًا بفضل دعم السياسات الوطنية والتقدم التكنولوجي.
كنوع من الطاقة النظيفة، تلعب الطاقة النووية دورًا متزايدًا خلال فصل الشتاء. في 25 نوفمبر، بدأ تشغيل أول مشروع صيني لجلب الحرارة المولدة بالطاقة النووية إلى مدن متعددة على مستوى المحافظة في مقاطعة شاندونج شرقي الصين، حسبما ذكرت شركة استثمارات الطاقة الحكومية (SPIC).
وقالت شركة استثمارات الطاقة الحكومية إن المشروع، الذي يحمل اسم “وورم نيوكلير رقم 1″، يغطي مساحة أرضية تبلغ 12.5 مليون متر مربع، ويمكنه تلبية احتياجات التدفئة النظيفة لـ 400 ألف ساكن.
قالت شركة النفط البحرية الوطنية الصينية (CNOOP) لصحيفة جلوبال تايمز إن حقلها النفطي في الجزء الشرقي من بحر الصين الجنوبي ينتج أكثر من 23 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا؛ لضمان إمدادات السوق، مع ثماني منصات حفر بحرية متنقلة وأكثر من 60 سفينة تعمل بكامل طاقتها.
ومنذ أكتوبر، زادت الإمدادات اليومية من الغاز الطبيعي لفرع سينوب هاينان إلى مناطق قوانجدونح وهونج كونج وماكاو الإدارية الخاصة بشكل مُطرّد، مقارنة بفترة الذروة في الربع الثالث، وفقًا للشركة.
وبالإضافة إلى ضمان أمن الطاقة المحلي، تعمل البلاد على تعزيز الإبداعات التكنولوجية في مجال الطاقة الجديدة التي تتميز بمصادر خضراء ومنخفضة الكربون.
وقال لين إن الطاقة المتجددة والطاقة النووية والأنواع الجديدة من أنظمة الكهرباء في الصين ستحقق تنمية متكاملة.