لم يجد تقرير للحكومة الأمريكية، يوم الاثنين، أي دليل على أن الحكومات الأجنبية قد أضرت بالتصويت خلال الانتخابات النصفية لعام 2022، لكن الخبراء قالوا إن التحقيق نفسه يُظهر أن الانقسامات السياسية المتزايدة في الولايات المتحدة دفعت السياسيين الأمريكيين إلى الترويج لموضوع التدخل الأجنبي في الانتخابات لتشويه منافسيهم وكسب الأصوات.
وخلص التقرير الصادر عن وزارة العدل الأمريكية ووزارة الأمن الداخلي، بحسب ما أوردت رويترز، إلى “لا يوجد دليل على أن هذا النشاط قد منع التصويت أو غيّر الأصوات أو عطّل القدرة على فرز الأصوات أو نقل نتائج الانتخابات في الوقت المناسب، أو غير أي جانب فني من عملية التصويت، أو أضر بخلاف ذلك بسلامة معلومات تسجيل الناخبين أو أي أصوات تم الإدلاء بها خلال الانتخابات الفيدرالية عام 2022”.
ويمثل التقرير نظرة عامة رفعت عنها السرية لتقييم الحكومة الأمريكية لأمن الانتخابات في عام 2023، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس، وأشار الخبراء إلى أن السياسيين الأميركيين لديهم “عادة” وصف بيئتهم الخارجية بأنها مهددة، حتى يتمكنوا باستمرار من خلق شائعات في هذا الصدد، في حين يستخدمون هذه الشائعات أيضا لتشويه سمعة منافسيهم المزعومين.
وبحسب لو شيانج، زميل باحث في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، فإنهم عندما ينشرون شائعات حول التدخل الأجنبي في الانتخابات، فهم عادة ما يشيرون بأصابع الاتهام إلى الصين أو روسيا، اعتمادَا على تفضيلات الأحزاب السياسية المختلفة، ويرى لو أنهم يختلقون قصة مغايرة بالكامل “بناءً على وضعهم التنافسي، وبمجرد أن تصبح نقطة محورية للرأي العام، ستطالب الإدارات ذات الصلة بالتحقيق، لكن النتيجة دائمًا بدون دليل”.
ويشير الخبراء إلى أن هذا النوع من الإثارة ليس نادرًا، ففي السنوات الأخيرة، وبسبب الصراعات الحزبية المكثفة، أصبح هؤلاء السياسيون الأمريكيون أكثر حرصًا على تشويه بعضهم البعض من خلال اتهام منافسيهم الرئيسيين بتلقي الدعم من الحكومات الأجنبية، من أجل كسب أصوات الناخبين.
ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن إصدار مثل هذه التقارير لا يزال يحمل تحيزًا حزبيًا قويًا إلى حد ما.
ويعتقد لي هايدونج، الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، أنها محاولة لإلقاء اللوم على الصين وروسيا في فشلهما في الحكم “في الانتخابات الأمريكية عام 2024، من غير المرجح أن تختفي رواية التدخل الأجنبي، وخاصة التدخل الصيني والروسي، بل على العكس من ذلك، سيتم المبالغة فيها من قبل بعض الفصائل السياسية أو وسائل الإعلام في الولايات المتحدة”.
ويفسر لي هايدونج تلك النظرية أنها “تجذب اهتمامًا واسعًا، مما يزيد من نسبة المشاهدة”، ويختم الخبير حديثه بأنه من منظور المصلحة الذاتية السياسية الضيقة وتوسيع نفوذ وسائل الإعلام، سوف تستمر مثل هذه الرواية في الانتشار في الولايات المتحدة “إن هذا يعكس في الواقع المناخ السياسي والرأي العام غير الصحي للغاية في الولايات المتحدة”.