جذبت الفلبين قوات من خارج المنطقة إلى قضية بحر الصين، ليست المرة الأولى التي تنتهك فيها سيادة الصين، كما ذكرت وزارة الخارجية الصينية، مُشددة على ضرورة توقف الفلبين عن اتباع ذلك المسار الخاطئ.
صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، بأن الصين لن تضعف في تصميمها على حماية سيادتها الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية، بعد أن انتهكت الفلبين مرارًا وتكرارًا سيادة الصين، ونشرت أخبارًا كاذبة وتواطأت مع قوى أجنبية لتقويض السلام والاستقرار في المنطقة.
ظلت الفلبين لعدة أشهر تقوم باستفزازات بشأن منطقة رينآي جياو (المعروفة أيضًا باسم منطقة رينآي المرجانية) وقضايا أخرى، وتقوم بجذب قوى من خارج المنطقة إلى تلك القضايا، وقال ماو إن الصين مضطرة في ظل هذه الظروف إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للرد بحزم عليها، وأشار ماو إلى أن باب الحوار الصيني ما زال مفتوحًا، مؤكدًا على استعداد الصين على العمل مع الفلبين بشك مناسب مع القضايا البحرية عبر المفاوضات والتشاور.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الفلبينية، الكولونيل ميديل أجيلار، إن البلاد تستعد لمزيد من الدوريات المشتركة مع اليابان ودول أخرى في بحر الصين الجنوبي، بعد أن قامت الفلبين بالفعل بدورية جوية وبحرية مشتركة مع الولايات المتحدة وأمريكا وأستراليا، حسبما ذكرت صحيفة فلبين ستار يوم الاثنين.
ووفقًا لأجيلار، فإن الدوريات المشتركة المحتملة بين الفلبين وحلفائها قد تتحول من الترتيبات الثنائية الحالية إلى دوريات متعددة الأطراف في عام 2024 وما بعده، مما يعني أن العديد من الدول ستشارك.
قال قو شياو سونج، عميد معهد أبحاث الآسيان بجامعة هاينان للمحيطات الاستوائية، إن محاولة الفلبين إجراء دوريات متعددة الأطراف تشير إلى اعتقاد البلاد أن قوتها الشاملة، بما في ذلك في المجالين الاقتصادي والعسكري، أضعف من قوة الصين، وأكمل بقوله “إذا استفزت الصين وحدها، فإن الفلبين تعتقد أنه ليس لديها فرصة للفوز، ويجب أن تستعين الصين تسعى بقوى خارجية في قضية بحر الصين الجنوبي”.
وأشار قو إلى أن الولايات المتحدة، إلى جانب بعض الدول الأخرى خارج المنطقة، تلعب حاليًا دورًا في التلاعب والدعم من وراء الكواليس، ومع ذلك، قال إن اقتراح الفلبين بإجراء دوريات مشتركة مع هذه الدول يعني ضمنًا أنها ستخرج من وراء الكواليس وتواجه الصين بطريقة أكثر مباشرة.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الفلبينية أيضًا إن السعي إلى تسيير دوريات متعددة الأطراف كان جزءًا من “نقلة نوعية” طرحها الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في إشارة إلى النهج الذي تحتاجه البلاد في قضية بحر الصين الجنوبي، وفقًا لرويترز في 19 ديسمبر
وقال وو شي تسون، رئيس المعهد الوطني لدراسات بحر الصين الجنوبي، في مؤتمر جلوبال تايمز السنوي 2024 يوم السبت، إن العلاقات بين الصين والفلبين تواجه تحديات غير مسبوقة، وقد تصل إلى نقطة اللاعودة خلال إدارة ماركوس الابن.
وأشار وو إلى التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والفلبين ضد الصين الذي تم تسريعه في ظل إدارة ماركوس الابن، بينما بدأت الفلبين سلسلة من الحوادث الاستفزازية في رينآي جياو.
ونظرًا لتورط الولايات المتحدة، أشار وو إلى أن عسكرة بحر الصين الجنوبي بقيادة الولايات المتحدة سوف تتكثف خلال السنوات المقبلة، وسوف تظل الولايات المتحدة عاملًا مؤثرًا مهمًا في بحر الصين الجنوبي.
وأشار الخبير إلى أنه “يتعين على الصين أن تولي المزيد من الاهتمام للحد من نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة مع تعزيز قدرتها على تحقيق الاستقرار في المنطقة”.