حث مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة الولايات المتحدة على وقف تسليح جزيرة تايوان، والتوقف عن التدخل في الانتخابات الإقليمية في تايوان، وتحويل التزامها بعدم دعم “استقلال تايوان” إلى عمل ملموس.
وجاء المؤتمر الصحفي الأخير لمكتب شؤون تايوان في عام 2023 على خلفية الدعم العسكري المستمر الذي تقدمه الولايات المتحدة لسلطات الحزب التقدمي الديمقراطي الانفصالي، على الرغم من ادعاء الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الولايات المتحدة لا تدعم “استقلال تايوان”.
وفي 15 ديسمبر/كانون الأول، قال البنتاجون إنه وافق على بيع معدات عسكرية بقيمة 300 مليون دولار “للمساعدة في الحفاظ على أنظمة المعلومات التكتيكية في تايوان”، وفقًا لتقرير رويترز، كما تعهد قانون تفويض الدفاع الوطني الأمريكي (NDAA) للسنة المالية 2024، والذي وُقّع عليه ليدخل حيز التنفيذ في 22 ديسمبر، بتوفير المزيد من الموارد لتسليح الجزيرة.
وقال تشن بينهوا، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان، في مؤتمر صحفي، إن إصرار الولايات المتحدة على إدراج المحتوى المتعلق بتايوان في قانون تفويض الدفاع الوطني 2024 يُعدّ تدخلًا صارخًا في الشؤون الداخلية للصين، كما يُمثّل انتهاكًا خطيرًا لمبدأ صين واحدة، والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، مما يرسل إشارة خاطئة إلى حد خطير إلى الانفصاليين في تايوان، ويقوض السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وقال تشن: “إننا نعرب عن استيائنا الشديد ومعارضتنا الحازمة لذلك”، مُضيفًا أن بعض الأشخاص في الولايات المتحدة قالوا إنهم يأملون في تحقيق السلام والاستقرار في مضيق تايوان، ولكنهم في الواقع يسرعون في تسليح تايوان ويحرضون على المواجهة عبر المضيق، على حد قوله.
وذكر تشن أنهم يحثون الولايات المتحدة على التزامها السياسي الرسمي تجاه الصين بشأن مسألة تايوان، وتحويل التزامها بعدم دعم استقلال تايوان إلى عمل ملموس، كذلك التوقف على الفور عن تسليح تايوان، وعن التدخل في الانتخابات الإقليمية في تايوان.
وبحسب شين تشيانج، نائب مدير مركز الدراسات الأمريكية بجامعة فودان، فإن تسليح تايوان هو في الواقع بادرة تشجيع لسلطات الحزب الديمقراطي التقدمي ومرشحه لاي تشينج تي، وهو نوع من التدخل في انتخابات الجزيرة المقبلة حيث تشتد المنافسة بشكل متزايد.
وقال شين إن الولايات المتحدة لن تغير مسارها الاستراتيجي لاحتواء الصين من خلال اللعب بورقة تايوان، كما أنها لا تريد أن تشهد تحسنًا سريعًا في العلاقات عبر المضيق.
ووفقًا لآخر استطلاعات الرأي التي نشرتها أربع وكالات في تايوان يوم الثلاثاء، فإن الحزب الديمقراطي التقدمي يتقدم في السباق، على الرغم من أن بعض استطلاعات الرأي تظهر أن مرشح حزب الكومينتانج الصيني المعارض يضيق الفجوة.
في 24 ديسمبر، نزل عدد من الشباب إلى شوارع تايبيه للمطالبة بالتبادلات السلمية عبر المضيق، واحتجوا على سياسة سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي المتمثلة في تمديد الخدمة العسكرية الإجبارية من أربعة أشهر إلى عام واحد، التي سيتم تنفيذها في يوم رأس السنة الجديدة 2024، بحسب وكالة أنباء شينخوا.
تزعم سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي أن “الحرب ليست خيارًا بالنسبة لتايوان”، لكنها كثفت “اعتمادها على الولايات المتحدة من أجل الاستقلال”، حتى على حساب حياة ورفاهية شعب تايوان، إرضاءً للفكرة الأمريكية، وأشار تشين إلى تحويل تايوان إلى “برميل بارود” و”جزيرة منجم”.
وقال تشين “إننا نحذر سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي من أن استقلال تايوان يعني الحرب”، مُشيرًا إلى أنه بغض النظر عن عدد الأسلحة التي تحصل عليها سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي من الولايات المتحدة “فلن يتمكنوا من زعزعة إرادتنا الثابتة لحل مسألة تايوان”، كما أكد على أنهم لن يتمكنوا من الصمود في وجه قدرة الصين القوية على سحق محاولات “استقلال تايوان” و”حماية السيادة الوطنية”.
وقال تشين إن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل صراع في مضيق تايوان في الوقت الحالي أيضًا، حيث أنها تورطت بالفعل نحو الصراع الروسي الأوكراني والصراع الإسرائيلي في غزة “إذا أدى الحزب التقدمي الديمقراطي، الذي شجعه الدعم العسكري الأمريكي، إلى صراع عبر المضيق أثناء تقدمه نحو الانفصال وجر الولايات المتحدة إلى هناك، فإن التكلفة والأضرار التي ستتكبدها واشنطن ستكون غير محتملة”.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024 في الأفق، قال تشين إن الولايات المتحدة بحاجة إلى تعاون الصين بشأن تغير المناخ، وتحقيق استقرار الاقتصاد، فضلًا عن الحد من التضخم، والسيطرة على المخدرات، بما في ذلك مشاكل الفنتانيل، في ظل جو من الوفاق، وختم تشين حديثه بأنه في حالة لم يتم التعامل مع ما ذكره بشكل جيد “فإن الدولتين ستنجران إلى مواجهة بسبب مسألة تايوان، وقد يؤثر ذلك على فرص إعادة انتخاب بايدن”.
تشين بينهوا، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة، الصورة: VCG