🇨🇽 آسيــا و الهادي الولايات المتحدة الامريكيه

الصين ترفض الاتهامات الأمريكية بسرقة أسرار الذكاء الاصطناعي وتصفها بـ”خدعة قديمة”

تتهم الولايات المتحدة الصين بسرقة أسرارها لتمكين العمليات الاستخباراتية من خلال الذكاء الاصطناعي، ووفقًا لخبراء الذكاء الاصطناعي الصينيين لا يعني سوى مخاوف الولايات المتحدة العميقة عن التخلف عن الصين في تطوير التكنولوجيا التحويلية. 

أدلى المحللون بهذه التصريحات؛ بعد أن نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالًا تشهيريًا، بعنوان “الصين تسرق أسرار الذكاء الاصطناعي لتعزيز التجسس”.

الصين تسرق!

أدرج المقال النزاعات الفنية الفردية مثل تسرب البيانات الداخلية بين شركات التكنولوجيا، ثم صنّفها كسلوك وطني من خلال تضخيم السباق بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، وضمّن المقال بعض الادعاءات المثيرة التي لا أساس لها من الصحة؛ مثل “الصين كانت جيدة جدًا في سرقة المعلومات الخاصة”، و”يمكن للصين تسخير الذكاء الاصطناعي لبناء ملف عن كل أمريكي تقريبًا”. 

وعلّق لي بايانج، الأستاذ المساعد في مركز أبحاث ابتكار إدارة البيانات بجامعة نانجينج، لصحيفة جلوبال تايمز، على مقال وول ستريت جورنال بقوله إن اتهام الصين باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين “عمليات القرصنة”، التي ذكرها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “كريستوفر راي” في المقال، هو ما تفعله وكالات المخابرات الأمريكية بشكل علني.  

وبدءًا من يناير على مدار العام، لاحظ لي المتخصص في دراسة الذكاء الاصطناعي، أن وكالات المخابرات الأمريكية المختلفة ذكرت مرارًا وتكرارًا كيفية جمع البيانات الجماعية وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالذكاء الاصطناعي لمنافسة الصين. 

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية استراتيجية اعتماد الذكاء الاصطناعي، وكشفت عن سعي البلاد لتقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز ميزة الولايات المتحدة في استخدام التكنولوجيا الناشئة. 

وفي سبتمبر/أيلول، أظهر مقال نشرته بلومبرج أن “وكالات الاستخبارات الأمريكية حصلت على أداة خاصة بها على غرار “شات جي بي تي” لفحص سيل من المعلومات العامة بحثًا عن أدلة”. ذكر التقرير نقلًا عن مسؤولين بالوكالة أن وكالة المخابرات المركزية (CIA) تتطلع إلى طرح أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، التي تشبه “شات جي بي تي” لمنح المحللين وصولًا أفضل إلى المعلومات الاستخبارية مفتوحة المصدر.

عند معالجة قضايا أمن الذكاء الاصطناعي والمخاطر التي تجلبها التكنولوجيا المتطورة، ثمّة إجماع أولي بين المجتمع الدولي، وأشار لي إلى أن تشويه سمعة الصين لتقويض التعاون وخرق القواعد المتعلقة بأمن الذكاء الاصطناعي، يبدو أنها محاولة للحصول على كبش فداء لقضايا أمن الذكاء الاصطناعي المحتملة في المستقبل. 

وقال لي إنه من الواضح أن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، مُضيفًا أن الصين تأخذ زمام المبادرة أيضًا في صياغة إطار لإدارة القدرة الأمنية للذكاء الاصطناعي، واستطرد بقوله إن الحكومة الصينية بالفعل اتخذت عددًا كبيرًا من الإجراءات التشريعية بهدف أساسي هو كبح المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي في المستقبل.

وعلى الرغم من قيود التصدير الصارمة التي تفرضها الولايات المتحدة، فقد حققت رقائق الطاقة الحاسوبية المحلية العاملة بالذكاء الاصطناعي، التي تمثلها شركة هواوي أسيند، والشركات الصينية الناشئة في مجال الرقائق الدقيقة “مور ثريد” و”كامبريكون تكنولوجيز”، إنتاجًا ومبيعات مستقلة، بحسب ما أشار لي، الذي أضاف قائلًا إنه في الوقت نفسه، بدأت شركانت إنترنت محلية نشر مجموعات حوسبة الذكاء الاصطناعي المحلية واسعة النطاق، مثل “بايدو” و”آي فلاي تك” و360.

 وقال لي لصحيفة جلوبال تايمز: “تشعر الولايات المتحدة بالذعر من أن تفوقها في قطاع الذكاء الاصطناعي سيضعف، ولهذا السبب تبالغ في التهديد، في محاولة لإحباط التقدم السريع للصين في الذكاء الاصطناعي”.

 ودعا خبراء الذكاء الاصطناعي الصينيون إلى المنافسة الصحية والتعاون بين الدول في مجال الذكاء الاصطناعي، وعدم السماح للخطاب المسيس بحرف تطوره عن المسار الطبيعي.

وعلى عكس المجالات التقنية الأخرى، يتمتع الذكاء الاصطناعي بمجتمع واسع مفتوح المصدر، وبعبارة أخرى، فهو منصة طبيعية للتعاون الدولي، وأشار لي إلى أن المشاركة الشاملة والمتساوية لتقنيات الذكاء الاصطناعي والخوارزميات والبيانات مع المجتمع العالمي هي وحدها التي ستفيد التكنولوجيا.