🇨🇽 آسيــا و الهادي الطائرات الفضائية الامريكية الولايات المتحدة الامريكية صناعة الط

الولايات المتحدة تتحطم آمالها في تجربة أول هبوط على سطح القمر منذ 50 عامًا

أبلغت مركبة فضائية تابعة لشركة أمريكية عن تسرب للوقود، بعد ساعات من إطلاقها، وقال الخبراء إن المحاولة الفاشلة تُشير إلى أن قطاع الفضاء التجاري لا يزال يواجه تحديات في اختراق عتبة استكشاف الفضاء السحيق، ويُمكن أن يؤثر على برنامج “أرتميس” الأمريكي. 

واجهت مركبة الهبوط القمرية، التي تحمل اسم “بيريجرين” -تعني الصقر شاهين- التي طورتها شركة “التكنولوجيا الفلكية”، ومقرها بيتسبرج، تشوهات بعد وقت قصير من إقلاعها الناجح من فلوريدا، وذكرت شبكة “سي إن إن” أن فرق البحث الأرضية وجدت أن المركبة الفضائية غير قادرة على وضع نفسها في وضع مواجه للشمس، مما منعها من شحن بطارياتها.
بعد فترة وجيزة من تشغيل المركبة الفضائية بكامل طاقتها، سرعان ما أصبح من الواضح أن هناك “خسارة فادحة في الوقود”، مما قلل من فرص الهبوط المقرر على سطح القمر في 23 فبراير. وهذه هي أول مهمة قمرية تقوم بها الولايات المتحدة منذ مهمة أبولو 17 في عام 1972، وهي أيضًا المرة الأولى التي تتولى فيها شركة خاصة هذه المهمة.

ووفقًا لتقارير إعلامية، منحت ناسا تمويلًا قدره 108 ملايين دولار للشركة الخاصة لتطوير بيريجرين، الذي يهدف إلى تحقيق رؤية وكالة الفضاء لتقليل تكلفة البعثات القمرية من خلال مطالبة القطاع الخاص بالتنافس على مثل هذه العقود. 
وقال سونج تشونج بينج، محلل الفضاء والمعلق التلفزيوني، إن اعتماد الولايات المتحدة لنموذج تجاري لاستكشاف الفضاء السحيق أمر يستحق الثناء، لأنه يمكن أن يشير إلى مسار تنمية أكثر استدامة، وأوضح سونج مُفسرًا أن تشجيع رأس المال الخاص إلى دخول صناعة الطيران، مما أدى إلى ازدهار تطوير مشاريع الفضاء الخاصة في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وعزز دورة صحية من المنافسة والتعاون التكنولوجي بين مختلف الجهات الفاعلة في الصناعة، كما يقول الخبير.

وأشار بعض الخبراء إلى وجود فجوة واسعة في القدرات التكنولوجية، لا يزال الكثير منها غير كاف لدعم مثل هذه المساعي في الفضاء السحيق، حسبما ذكر وانج يا نان، رئيس تحرير مجلة “التكنولوجية الفلكية” ومقرها بكين. 
وأوضح وانج قائلًا إن استكشافات القمر معقدة للغاية؛ فهي تتضمن اختيارًا دقيقًا للمسار، وتصميمًا صارمًا للمركبة الفضائية، كما توجد عقبة متمثلة في الهبوط السلس على سطح القمر، وأشار وانج إلى أن محاولة بيريجرين الفاشلة دقت ناقوس الخطر من أن المؤسسات التجارية ربما لا تزال تفتقر إلى الجدوى التكنولوجية لتحقيق مثل هذه الأعمال البطولية.

حتى الآن، لم تتمكن سوى أربع دول من الوصول إلى القمر؛ الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة والصين والهند. منذ القرن الحادي والعشرين، نجحت المركبات الفضائية الصينية والهندية فقط في الهبوط على سطح القمر، بينما تحطمت مركبات أخرى من إسرائيل وروسيا واليابان.

في حين أن مهمة بيرجرين تعتبر جزءًا من برنامج “أرتميس” الأوسع؛ حيث قامت ناسا بإجراء العديد من تجارب الطيران على متن الطائرة، قال الخبراء إنها من غير المرجح أن تسبب انتكاسات كبيرة لناسا، لكنها قد تُلمّح إلى المزيد من العقبات على طول الطريق؛ بعد التعرض لتأخيرات متكررة في إطلاق صاروخ نظام الإطلاق (SLS) والإقلاع الفاشل لصاروخ ستارشيب التابع لشركة سبيس إكس.  

ودعا سونج الولايات المتحدة إلى فتح ذراعيها للتعاون مع الصين، حيث يمكن للأخيرة تقديم مجموعة متنوعة من المساعدات لعودتها القمرية الكبرى، على سبيل المثال، بيانات علمية مهمة من التربة القمرية التي استُرجعت سابقًا بواسطة مهمة تشانج إي-5. 
ففي ديسمبر 2023، أعطت وكالة ناسا الضوء الأخضر للعلماء الذين تمولهم وحثتهم على التقدم بطلب للحصول على عينات القمر الصينية تشانج إي-5 في استثناء من “تعديل وولف”، الذي يحظر مثل هذه الأنشطة الثنائية مع الصين. 

وذكر وانج أن تعديل وولف “يهدف في الأصل إلى خلق حواجز أمام القادمين المتأخرين، ومع ذلك، فقد أثبت الوقت أنه لم يعيق الصين التي كانت تتبع طريقها الخاص من خلال الابتكار المستقل، ومع تقدم القدرات البحثية في الصين باستمرار، يمكن القول أن الصين في طريقها إلى الأمام”.
 وأشار وانج إلى أن الصين على الأقل على قدم المساواة مع الولايات المتحدة أو حتى تتفوق عليها جزئيًا في بعض المجالات؛ بما في ذلك استكشاف القمر.
وقال الخبير “في نهاية المطاف، لا يؤدي هذا البند إلا إلى تقييد تطورهم، وفي الواقع، يتساءل الكثيرون من المجتمع العلمي في الولايات المتحدة عن ضرورة هذا البند”.