🇨🇽 آسيــا و الهادي

بايدو تبرئ نفسها من تورط أداة الذكاء الصناعي الخاصة بها والأبحاث العسكرية الصينية

نفت شركة بايدو الصينية العملاقة للتكنولوجيا، يوم الاثنين، بشدة مزاعم وجود علاقات بين منتجها للذكاء الاصطناعي والأبحاث العسكرية الصينية، بعد أن زعمت بعض وسائل الإعلام أن “إيرني بوت” التابع للشركة، الذي يشبه “شات جي بي تي”، كان يشارك في تدريب نظام الذكاء الاصطناعي التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني (PLA)، مما أدى إلى انخفاض أسهم بايدو بحوالي 10 بالمائة.

انتقد خبراء يوم الثلاثاء مزاعم وسائل الإعلام الغربية التي استندت إلى مصادر غير رسمية، وأدت إلى سوء فهم ووصم الشركة.

ذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست يوم الجمعة أن إحدى الجامعات التابعة لقوة الدعم الاستراتيجي لجيش التحرير الشعبي كانت تقوم بتدريس نظام الذكاء الاصطناعي التجريبي الخاص بها، حول مواجهة أعداء بشريين لا يمكن التنبؤ بهم، من خلال اختبار نظام الذكاء الاصطناعي بمساعدة نموذج اللغة الكبير من بايدو “إيرني بوت”.

وقالت بايدو لصحيفة جلوبال تايمز يوم الاثنين: “لم تشارك بايدو في أي تعاون تجاري أو قدمت أي خدمة مخصصة لمؤلفي الورقة الأكاديمية أو أي مؤسسات ينتمون إليها”، مؤكدة أن “إيرني بوت” متاح ويمكن استخدامه من قبل عامة الناس.

أساس التقرير هو ورقة بحثية نُشرت في المجلة الأكاديمية الصينية “التحكم في الأوامر والمحاكاة” في ديسمبر 2023، من قِبل باحثين من جامعة هندسة المعلومات التابعة لجيش التحرير الشعبي، حيث استخدم الباحثون الغزو العسكري الأمريكي لليبيا في عام 2011 كمثال، حيث  يقومون بإدخال القوات والأسلحة المنتشرة لكلا طرفي الصراع، بالإضافة إلى الأهداف المرغوبة، حتى يتمكن “إيرني بوت” الذي ظهر لأول مرة في مارس 2023، من التنبؤ بالاستراتيجية القتالية للجيش الأمريكي.

وقالت بايدو إن الورقة الأكاديمية ذكرت العديد من نماذج اللغات الكبيرة الأخرى مثل GPT3.5، وGPT-3.5-turbo، وGPT4، وHTML-T5، بالإضافة إلى “إيرني بوت” الخاص بشركة بايدو، ووصفت كيف تلقى المؤلفون ردودًا منها، مع التركيز على أن الوظائف التي يستخدمها المؤلفون متاحة لأي مستخدم يتفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية. 

وقالت شركة الإنترنت الصينية العملاقة في بيان يوم الاثنين: “لقد أوضحت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، وهي أول وسيلة إعلامية نشرت تقريرًا عن هذه الورقة الأكاديمية، وصححت تقريرها الإعلامي الأصلي”، وتعهدت بأن الشركة ستعمل على تشغيل منتجاتها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. والشركات بما يتوافق مع القوانين واللوائح المعمول بها.

وذكرت بعض وسائل الإعلام أن هذا الارتباط المتضارب أثار مخاوف من أن الولايات المتحدة قد تفكر في فرض عقوبات على الشركات الصينية كجزء من الجهود المبذولة لاحتواء منافستها الجيوسياسية، وانتقد المحللون هذا الادعاء الذي لا أساس له، قائلين إنه أثار شكوكًا لا أساس لها من الصحة، مما تسبب في ضرر كبير للشركات الصينية.

يستند التقرير الإعلامي الأصلي إلى مصادر غير موثوقة، مثل وثيقة تعاون بين بايدو وقسم معين -والتي كانت مجرد تكهنات في مقال أكاديمي- ومع ذلك، اعتُمد التقرير بعد ذلك من قِبل العديد من وسائل الإعلام، مما أدى إلى سوء فهم للشركة وتكبدت أسهمها خسارة فادحة، حسبما قال ليو دينجدينج، محلل التكنولوجيا المقيم في بكين، لصحيفة جلوبال تايمز. 

وقال إن بعض وسائل الإعلام الغربية تميل دائمًا إلى نشر ما يسمى بالتهديد الذي تشكله الصين، وتساءل عن سبب عدم تحدثهم عن التهديدات التي يسببها “شات جي بي تي الذي طورته الولايات المتحدة، وقال سونج تشونج بينج، المعلق التلفزيوني، لصحيفة جلوبال تايمز: أفادت التقارير أن شركة “أوبن إي آي” حذفت اللغة التي تحظر صراحة استخدام تقنيتها للأغراض العسكرية. 

وأفاد موقع “إنترسبت”، ومقره الولايات المتحدة، يوم الجمعة، أنه في تحديث هادئ لسياسة الاستخدام الخاصة به، رفعت “أوبن إي آي” حظرًا واسع النطاق على استخدام “شات جي بي تي” للمهام المتعلقة بـ “الجيش والحرب”، الذي يسعى إلى تحديد مدى قوة الأدوات وشعبيتها الهائلة مثل يمكن استخدام “شات جي بي تي”.

وقال ليو إن تطبيق أنواع مختلفة من نماذج اللغات الكبيرة في الجيش أمر ممكن من الناحية الفنية وسيظهر بالتأكيد في المستقبل، وأشار إلى أن الصين أصبحت تدرك بالفعل المشاكل التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، مما دفعها إلى إدخال سلسلة من اللوائح، مثل التدابير المؤقتة لإدارة خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي وورقة موقف بشأن تعزيز الحوكمة الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، لضمان أمن تقنيات الذكاء الاصطناعي وإمكانية السيطرة عليها.