قام رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج، بزيارة رسمية إلى سويسرا من الأحد إلى الاثنين بدعوة من رئيسة الاتحاد السويسري، فيولا أمهيرد، وأجرى مراسل جلوبال تايمز تشانج تشانجيو (ج.ت) مقابلة حصرية مع السفير الصيني لدى سويسرا، وانج شيتينج، وتحدث السفير عن أهم النقاط والإنجازات التي حققتها زيارة لي، وتأثير الزيارة على العلاقات بين الصين وسويسرا والعلاقات بين الصين وأوروبا، ومجالات التعاون المحتملة المستقبلية بين الصين وسويسرا.
ج.ت: كيف تُقيّم تأثير زيارة لي على العلاقات الثنائية؟
وانج: لي هو أول رئيس مجلس دولة صيني يقوم بزيارة رسمية إلى سويسرا منذ 11 عامًا، وتُمثّل زيارته بداية تبادلات رفيعة المستوى بين الصين وأوروبا في عام 2024، ولها أهمية كبيرة في إثراء الشراكة الاستراتيجية المبتكرة بين الصين وسويسرا، كذلك في تعزيز التنمية المستقرة للعلاقات بين الصين وأوروبا.
وقد استقبل الجانب السويسري لي استقبالًا رفيع المستوى، مما يُظهر تمامًا التقدير الكبير الذي توليه الحكومة الفيدرالية السويسرية لتنمية العلاقات مع الصين، وسافر أمهيرد شخصيًا من العاصمة برن إلى مطار زيورخ الدولي للترحيب بلي ورافقه في قطار خاص عائدًا إلى برن، وخلال الزيارة، أقام أمهيرد حفل ترحيب كبير للي، واستعرضوا معًا حرس الشرف، وأجروا محادثات رسمية مع العديد من أعضاء المجالس الفيدرالية؛ بما في ذلك وزير الخارجية السويسري إجنازيو كاسيس، وجي بارميلين، رئيس الإدارة الفيدرالية للشؤون الاقتصادية والتعليم والبحث.
ج.ت: ما هي أبرز أحداث زيارة لي؟
وانج: تضمنت النقاط الرئيسية الثلاثة تعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، والتبادلات الشعبية.
وخلال الزيارة، تبادل لي وأمهيرد وجهات النظر وتوصلا إلى توافق واسع النطاق حول العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات والقضايا الدولية والإقليمية الساخنة، وتشير التبادلات الهادئة والصريحة بينهما إلى تعزيز التبادلات الثنائية رفيعة المستوى وتعميق الثقة السياسية المتبادلة.
والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وسويسرا مستقرة، وكانت سويسرا أول دولة قارية أوروبية توقع اتفاقية تجارة حرة مع الصين، وخلال زيارة لي، وقّع الجانبان على بيان مشترك حول تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين وزارة التجارة الصينية ووزارة الاقتصاد والتعليم والبحوث السويسرية، كما أعلنا عن استكمال دراسة الجدوى المشتركة حول تحديث اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وسويسرا، واتفقا على دعم الإطلاق المبكر للمفاوضات الرسمية لترقية اتفاقية التجارة الحرة .
وأعلنت الصين أيضًا أنها ستتنازل عن متطلبات التأشيرة للمواطنين السويسريين، بينما قالت سويسرا إنها ستوفر عمليات تأشيرة مريحة للمواطنين والشركات الصينية، وهو ما يمثل اختراقًا جديدًا في تبادلات الأفراد، وبما أن البلدين سيحتفلان بالذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 2025، فقد اتفقا على عقد “عام الثقافة والسياحة بين الصين وسويسرا” في عام 2025 لمواصلة تعزيز التبادلات الثقافية.
ج.ت: برأيك ما المفتاح للحفاظ على علاقة مستقرة وطويلة الأمد بين الصين وسويسرا؟ هل ستفكر الصين في دعوة كبار المسؤولين السويسريين لزيارة الصين في المستقبل؟
وانج: المفتاح يكمن في تعزيز روح المساواة والابتكار والتعاون المربح للجانبين بين البلدين، إن التبادلات رفيعة المستوى بين الصين وسويسرا وثيقة للغاية. لقد أصبح من التقاليد الصينية إرسال وفود رفيعة المستوى لحضور الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي وزيارة سويسرا في بداية كل عام، وتسير آليات التفاوض في القطاعات الدبلوماسية والمالية والتعليمية والطاقة بين الصين وسويسرا بسلاسة.
وخلال زيارة لي، توصل الجانبان إلى توافق في الآراء بشأن عقد جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي على مستوى وزراء الخارجية، واجتماعات مجموعة العمل المالية، واجتماعات مجموعة عمل الطاقة، وحوار سياسات التعليم، والمشاورات حول شؤون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال عام 2024، كما قام نائب وزير التجارة الصيني، وانج شوين، بتسليم دعوة لزيارة الصين من وزير التجارة الصيني، وانج وينتاو، إلى بارميلين.
ج.ت.: ما هو الدور الذي تعتقد أن زيارة لي لسويسرا ستلعبه في تعزيز التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات بين الصين وأوروبا؟
وانج: كانت سويسرا من أوائل الدول الغربية التي اعترفت بالصين وأقامت علاقات دبلوماسية معها، وكانت دائمًا في طليعة التعاون مع الصين، وتسلط زيارة لي الضوء مرة أخرى على الأهمية الفريدة والمثالية للعلاقات بين الصين وسويسرا بالنسبة للعلاقات بين الصين وأوروبا.
وأظهر أنه يتعين على الصين وأوروبا تعزيز التواصل الاستراتيجي من خلال اجتماعات القادة والحوار رفيع المستوى لتعزيز التفاهم والتعامل بشكل صحيح مع الاختلافات، نظرًا لاختلاف أنظمتهما الاجتماعية ومراحل التنمية والأحجام، كما أظهر أن الصين وأوروبا يمكنهما الانخراط في تعاون ودي رفيع المستوى لتحقيق تنمية متبادلة المنفعة ومربحة للجانبين.
ج.ت: في أي المجالات يمكن للصين وسويسرا العمل معا لتعزيز العلاقات بين الصين وأوروبا؟
وانج: في المجال السياسي والاستراتيجي، لدى كل من الصين وسويسرا العديد من مجالات التوافق، مثل دعم التعددية وتعزيز الحلول السياسية للقضايا الدولية والإقليمية، كما أنها تشارك بنشاط في التعاون الإنمائي الدولي.
وفي مجال الاستثمار والتجارة، تبذل الدولتان جهودًا مشتركة لتطوير اتفاقية التجارة الحرة، ومن المعتقد أن التجربة الناجحة في التعاون الاقتصادي والتجاري سيكون لها تأثير واضح على التعاون بين الصين وأوروبا.
وفي مجالات العلوم والتعليم والثقافة، حققت الصين وسويسرا تقدمًا هامًا في تدابير المعاملة بالمثل بشأن التأشيرة، وخاصة سياسة الصين المتعلقة بالإعفاء من التأشيرة لمواطني العديد من الدول الأوروبية، وهذا من شأنه أن يحفز باستمرار حيوية التعاون العلمي والتعليمي والثقافي والتبادلات الودية بين شعبي الجانبين.