أجرى الجانبان الصيني والأمريكي جولة جديدة من المحادثات، بشأن تنفيذ التوافق الذي توصل إليه الرئيسان في قمة سان فرانسيسكو، والتعامل مع القضايا الحساسة المتعلقة بالعلاقات الصينية الأمريكية، وذكر الدبلوماسي الصيني، وانج يي، أن عام 2024 يصادف الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وشدد وانج، وهو أيضًا مدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، على ضرورة اغتنام تلك الفرصة لتعلم الدروس، ومعاملة كل منهما الآخر على قِدم المساواة، والبحث عن أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات، كذلك احترام المصالح الأساسية لكلا الطرفين بدلًا من تقويضها.
وأكد وانج أن مسألة تايوان هي مسألة تتعلق بالشؤون الداخلية للصين،كما أن الانتخابات في منطقة تايوان لا يمكن أن تغير الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن تايوان جزء من الصين، وأضاف أن التحدي الأكبر الذي يواجه العلاقات الصينية الأمريكية هو أيضًا “استقلال تايوان”.
وأشار مدير مكتب اللجنة المركزية إلى أنه يتعين على الجانب الأمريكي الالتزام بسياسة صين واحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، وتنفيذ التزامه بعدم دعم “استقلال تايوان” في العمل، ودعم إعادة التوحيد السلمي للصين.
واتفق الجانبان على التنفيذ المشترك “لرؤية سان فرانسيسكو”، إذ سيحافظ رئيسا الدولتين على اتصالات منتظمة لتقديم التوجيه الاستراتيجي للعلاقات الثنائية، وسيحرصان على تعزيز التبادلات على مختلف المستويات، كذلك الاستفادة بشكل جيد من قنوات الاتصال الاستراتيجية الحالية، والحوارات والمشاورات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية والمالية والتجارية والمتعلقة بتغير المناخ.
فضلًا عن مواصلة المناقشات حول المبادئ التوجيهية للعلاقات الصينية الأمريكية، وستعقد مجموعة العمل للتعاون الصيني الأمريكي في مكافحة المخدرات الاجتماع الأول لآلية الحوار بين الحكومة الصينية والولايات المتحدة حول الذكاء الاصطناعي.
كما ناقش الجانبان القضايا الدولية والإقليمية مثل الشرق الأوسط وأوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية وبحر الصين الجنوبي.
وعلّق لي هايدونج، الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية، بقوله إن آلية الاتصال بين وانج ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، تُعدّ واحدة من أكثر الآليات المباشرة والمصداقية بين الصين والولايات المتحدة، ويرى أن محادثاتهما تطرقت إلى موضوعات هي الأكثر إلحاحًا وحساسية في العلاقات الثنائية.
وقال لي إنه من خلال الحوارات والتعاون متعدد الأوجه، يسعى البلدان إلى توسيع الجوانب الإيجابية في العلاقات الثنائية والتعامل مع القضايا الشائكة بطريقة هادئة.
وذكر محللون إنه من المأمول أن يستمر زخم المشاركة في عام 2024، على الرغم من تعقيد السياسة الداخلية الأمريكية التي تخلق حالة من عدم اليقين في العلاقات الصينية الأمريكية.